وعَنِ الحَسَنِ، قَالَ:قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَمَّرَهُ مُعَاوِيَةُ، غُلاَماً سَفِيْهاً، سَفَكَ الدِّمَاءَ سَفْكاً شَدِيْداً | |
---|---|
س: هو مُتَستِّر؟ ج: فقط ينصحه إذا استُنْصِحَ | أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عن شيءٍ، فَقالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلتُ: رَجُلٌ مِن أَهْلِ مِصْرَ، فَقالَتْ: كيفَ كانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ في غَزَاتِكُمْ هذِه؟ فَقالَ: ما نَقَمْنَا منه شيئًا، إنْ كانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعِيرُ فيُعْطِيهِ البَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فيُعْطِيهِ العَبْدَ، وَيَحْتَاجُ إلى النَّفَقَةِ، فيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ، فَقالَتْ: أَما إنَّه لا يَمْنَعُنِي الذي فَعَلَ في مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ ما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في بَيْتي هذا: اللَّهُمَّ، مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ |
س: ونفس الشيء بالنسبة لاستقدام العامل الكافر؟ ج: كذلك لا يجوز استقدامه للجزيرة العربية.
وفي روايةٍ: فَلَم يَحُطْهَا بِنُصْحهِ لَمْ يجِد رَائِحَةَ الجَنَّة | في الحديثِ: يَنبغِي أن يُذكَرَ فضلُ أهلِ الفضلِ، ولا يُمتَنَعُ منه بِسَبَبِ عَداوَةٍ ونحوِها |
---|---|
وشيئاً نكرة في سياق الشرط، وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشرط تفيد العموم؛ أي شيء يكون، فرفق بهم فارفق به ، ولكن ما معنى الرفق؟ قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك؛ بل الرفق أن تسير بالناس حسن أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق الناس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله؛ فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث؛ وهو الدعاء أن الله يشقق عليك والعياذ بالله | وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى الله عليه وسلَّم الرِّفْقَ بالناسِ، وعَدَمَ الإشقاقِ عليهم |
والحطمة : قَالُوا هُوَ الْعَنِيفُ فِي رعيته لايرفق بِهَا فِي سَوْقِهَا وَمَرْعَاهَا بَلْ يَحْطِمُهَا فِي ذَلِكَ وَفِي سَقْيِهَا وَغَيْرِهِ وَيَزْحَمُ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ بِحَيْثُ يُؤْذِيهَا وَيَحْطِمُهَا وقَوْلُهُ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَتِهِمْ يَعْنِي لَسْتَ مِنْ فُضَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَهْلِ الْمَرَاتِبِ مِنْهُمْ بَلْ مِنْ سَقْطِهِمْ ، وَالنُّخَالَةُ هُنَا اسْتِعَارَةٌ مِنْ نُخَالَةِ الدَّقِيقِ وَهِيَ قُشُورُهُ وَالنُّخَالَةُ وَالْحُقَالَةُ وَالْحُثَالَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
3وأما سند الحديث: فهو ـ كما قال مسلم: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، حدثني حرملة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عائشة، ثم ذكر الحديث | قال: ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، هذا يرفق بهم فيما يحتمل ذلك، فيما لا يحصل منه ضرر عام، يرفق بهذا يراعي المصلحة الخاصة ويضيع المصلحة العامة، ويقول: الحمد الله، أنت تتضرر بشيء؟، يوجد من يبيع، ما هو يبيع بل يعطي مجاناً ينجِّح الطالب، الطالب ما يمكن أن يتجاوز، يقول: يا رجل كن سمحًا، والطلاب يحبون هذا الأستاذ، هو المقدم عندهم، وإذا ذُكر انهالت الدعوات يدعون له، والآخر الذي يعطي كل طالب حقه، وإذا كانوا ضعفاء فغالب الطلاب رسوب تكلموا عليه بأسوأ الكلام، هل هذا داخل في اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم؟، هذا شق عليهم؟ أين المضيع من هؤلاء، وأين المفرط، وأين المستحق للإثم، بل والعقوبة في الدنيا؟ هو ذاك الذي ضيع الأمانة، ولربما يأتي من يلقنهم الإجابات في نهاية العام، وينجح الطلاب ولا يرسب أحد في هذه المدرسة، والمدير عندهم ما شاء الله، وهذا سمح، وهذا طيب، وهذا ما هو متعنت، وهذا إنسان ما خسر شيئًا، -جزاه الله خيرًا، يساعد الآخرين، ولطالما نُسأل الآن من قبل كثيرين قد تابوا يقولون: إنهم ما كانوا يستحقون اجتيازهم للمراحل التعليمية الثانوية أو المتوسطة أو كذا، لكن غُيرت أوراقهم ونتائج اختباراتهم وتخرجوا، يقولون: هل تحل الآن رواتبنا أو ما تحل؟ وبعض الطلاب ما يحضرون، يحضرون أول الأيام، ويعرفون وجهه، ثم بعد ذلك الوعد نهاية الفصل الدراسي، ويُعطَون نتائج، وقد حدثني بعضهم عن أشياء من هذا، نتائج، وأحياناً درجات، وبعضهم يبيع شهادات ماجستير ودكتوراه في بعض البلاد، ويذهب بعض الناس ويأخذها بعشرة آلاف أو نحو ذلك، أسألهم أحياناً أقول: هذه فيها درجات؟ يقول: نعم كشوف أني درست مواد تخرجت فيها، وتقديرات، ومعدلات، وحضور، هذا كذب لا يجوز بكل المقاييس، كيف ترضى به، أنت إنسان متدين، ظاهرك الصلاح؟، ثم بعد ذلك يصير د |
---|---|
شرح حديث اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً يعتبر هذا الحديث النبوي الشريف من الدعوات التي دعا بها الرسول إلى البشر، وإذا تمعنا في كلمات الحديث نجد أنه يُشير إلى عظمة تولي أمور الولاية، ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا من خلاله للذين يتولون أمور الناس ويحكمون فيها بالعدل، أن يعاملهم الله بالعدل والإنصاف الذي يستحقونه، وأن يجازيهم الله خيرًا عما يفعلوا | عُقُوبَةِ الامام الْجَائِرِ : الحديث الآول : قال عليه الصلاة والسلام: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ قال النووي في شرحه: وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا ، أَنْ يَكُونَ مُسْتَحِلًّا لِغِشِّهِمْ فَتَحْرُمُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ وَيَخْلُدُ فِي النَّارِ ، وَالثَّانِي ، أَنَّهُ لَا يَسْتَحِلُّهُ فَيَمْتَنِعُ مِنْ دُخُولِهَا أَوَّلَ وَهْلَةٍ مَعَ الْفَائِزِينَ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ أَيْ وَقْتَ دُخُولِهِمْ بَلْ يُؤَخَّرُ عَنْهُمْ عُقُوبَةً لَهُ إِمَّا فِي النَّارِ وَإِمَّا فِي الْحِسَابِ وَإِمَّا فِي غَيْرِ ذَلِكَ وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وُجُوبُ النَّصِيحَةِ عَلَى الْوَالِي لِرَعِيَّتِهِ وَالِاجْتِهَادِ فِي مَصَالِحِهِمْ وَالنَّصِيحَةِ لَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ |
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين, دار مدار الوطن للنشر، الرياض, الطبعة، 1426هـ.
13