الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا علم لنا بكون الميت في البرزخ يعلم بعض الأمور التي حصلت من أهله وخفيت عنه في حياته | وأما تزاور الأرواح في القبور، فالحديث الوارد في ذلك لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: لا يصح، بسبب سليمان بن أرقم |
---|---|
الثالث: أن لفظ يستبشرون: يفيد في اللغة أنهم يبشر بعضهم بعضا مثل: يتباشرون | وخلاصةُ أقوال الصحابة والتابعين ممّا يظهر من الأدلة: إنّ السعداء تكونُ أروحهم في عليّين، وأمّا الأشقياء فتكون أرواحهم في الأرضِ لا تصعدُ عنها، وقد سُئل ابن حجر عن مستقرِّ الروح بعد الموت فأجاب: إنّ أرواح في عليّين، والكافرين في سجّين، والأرواح تتّصل بالجسدِ اتصالاً لا يتشابه مع اتِّصالها في الدُنيا |
.
اول زمرة بتدخل من الامة الجنة المهاجرين او الفقراء بدون حساب او عقاب | |
---|---|
وأما تمني ما هو خيالي، فإن كان ممكناً، ولا نظير له في الدنيا، فقد يحققه الله، كما في الآثار التي أوردها الطبري فيما سبق: كالسحابة التي تمطر الكواعب الأتراب | وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل |
.
16وعندما يرى المؤمن هذه البُشرى وما أعدّهُ الله -تعالى- له يَفرح ويتمنّى لِقاءه، وهو قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ ، وأمّا الكافر فيَكره لقاء الله -تعالى- لِما يرى من العذابِ الذي أُعدَّ له، وقالت عائشة -رضيَ الله عنها- للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- إنّ جميع الناس تكره الموت، فأجابها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنَّ محبة لقاء -تعالى- تكون عند الموت لِما يراه الإنسان من بُشرى الملائكةِ له برحمةِ الله ورضوانه عنه | |
---|---|
كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : كلا إنها كلمة هو قائلها لا بد له أن يقولها يقول ومن ورائهم برزخ يقول : ومن أمامهم حاجز يحجز بينهم وبين الرجوع ، يعني : إلى يوم يبعثون من قبورهم ، وذلك يوم القيامة ، والبرزخ والحاجز والمهلة متقاربات في المعنى | تذهب الى اجنحة طير عند ابواب الجنة او ابواب النار يعرضون على الجنة او يعرضون على النار وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَنْ هَذِهِ الْآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} 1 قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ , فَأُخْبِرْنَا " أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ , لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ , تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ , ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ , فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا 2 فَأَزِيدُكُمْ؟ , قَالُوا: رَبَّنَا 3 أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ 4 ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَيْهِمْ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئًا فَأَزِيدُكُمْ؟ 5 فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا قَالُوا: يَا رَبِّ , نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا 6 حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى 7 فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ تُرِكُوا حياة البرزخ |
فيقال له: نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، فإذا بعث شعر كأنه لم يشبع من نومته، ويعرض عليه مقعده من الجنة بالغدو والعشي حتى تقوم الساعة، ولا تعارض بين كونه نائماً، ويعرض عليه مقعده من الجنة بالغدو والعشي، لأن هذه أمور غيبية في حياة برزخية لا تقاس على الدنيا، ولا يدرك العقل حقيقتها، فيجب على المسلم التسليم لشرع الله، والتصديق بما ورد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولو حار عقله في تفسيره.