ما المقصود بالخرطات التسع ؟ القضيب، و عليه فيجب تطهير الملابس الداخلية و البدن إن تلوثا قبل الصلاة | ولكن أعظم من هذا كلِّه ما تقدَّم عن أبي الدرداء وأنس وهما بالشام، ذلك الكلام العظيم، واحتجَّ به أهلُ العلم على أنَّ زمانهم أعظم، فكيف بزماننا؟! أما التوسُّل إلى الله - تعالى - بذوات المخلوقِين، ولو كانوا أنبياءَ أو أولياء، فإنه بدعةٌ لا يجوز، ولا مناسبة له؛ لأنَّ صلاحه لنفسه |
---|---|
وكان عبدالوهاب والدُ الإمام محمَّد، عالمًا وقاضيًا في بلده، ولديه كُتبٌ مِن بينها بعض مؤلَّفات شيخ الإسلام ابن تيمية، كغيره مِن علماء زمانه، وكان الإمام محمَّد في بداية طلبه العِلم عن والده، ومعلِّمي بلده يقرأ فيها، فأُعجِب بها، وتأثَّر بها؛ لأنَّه وجد فيها العقيدةَ الصحيحة، والفِقهَ في الدِّين حقًّا، وجد فيها الحقَّ الموافق لفطرة الله، التي فَطَر الناس عليها، وجدَها تربط العبدَ مباشرةً بربِّه - سبحانه وتعالى - بدون واسطة، وتُحرِّره من رقِّ العبودية للمخلوق إلى عِزِّ العبودية للخالق - عزَّ وجلَّ | إذا جرى هذا من أولئك السادة، كيف يُنكَر علينا أنَّ رجلاً من المتأخرين غَلِط في قوله: يا أكرمَ الخَلْق؟! دعوة الإمام العلماء وطلاب العلم إلى معرفة دين الإسلام بأدلته ونهيه عن التقليد الأعمى وبيَّن - رحمة الله تعالى عليه - حقيقةَ دعوته، والأصول التي يدعو إليها، كما دعا إليها القرآنُ والسُّنة، مما له تعلُّق بأحوال الأمَّة الإسلامية، عقيدةً وسياسةً واجتماعًا، وغير ذلك، فقال: مِن أعْجب العجاب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاَّب، سِتَّة أصول بيَّنها الله - تعالى - في كتابه بيانًا واضحًا للعوام فوقَ ما يظن الظانُّون، ثم بعد هذا غَلِط فيها أذكياءُ العالَم، وعقلاءُ بني آدم إلاَّ أقل القليل: الأصل الأول: إخلاص الدين لله - تعالى - وحدَه لا شريك له، وبيان ضِدِّه الذي هو الشِّرْك بالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتَّى بكلام يفهمه أبلدُ العامة، ثم صار على أكثرِ الأمَّة ما صار، أظهر لهم الشيطانُ الإخلاصَ في صورة تنقُّص الصالحين، والتقصير في حقوقهم، وأظهر لهم الشركَ بالله في صورة محبَّة الصالحين واتباعهم |
ومنها: إحياء ليلة النِّصْف من شعبان، وصيام يوم النِّصْف منه، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، إلى غير ذلك.
19قلتُم والذي نفس محمَّد بيده كما قال قوم موسى: اجعلْ لنا إلهًا كما لهم آلهة "؛ انتهى كلامه - رحمه الله | كيف لا يكفِّر مَن جاء إلى أهل الشِّرْك يحثُّهم على لزوم دِينهم، وتزيينه لهم، ويحثُّهم على قتْل الموحِّدين، وأخذ مالهم؟! مذهب الإمام محمد بن عبدالوهاب لم يَدَّعِ الإمامُ محمد بن عبدالوهاب لنفسه مذهبًا خاصًّا، كما يَرمِيه به خصومُه بأنَّه صاحب مذهب خامس، ولكنَّه حنبليُّ المذهب، كما صرَّح بذلك عن نفسه، رغمَ توفُّر شروط المجتهد المطلَق فيه |
---|---|
الثالث: لكي يكون على مقربةٍ من الصحابة - رضي الله عنهم - حتى لا يأتي زنديقٌ أو مشرِك أو غيرهما، فيعبده جهلاً، أو ليُضلَّ الناس، أو يعبث به بنبشه، ونحو ذلك، ولذا نرى أنَّ عليَّ بن الحسين - رضي الله عنه - انتهر الرجل الذي رآه يُطيل الوقوفَ عنده، كما تقدَّم بيان ذلك | ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازِل والجاد، والخائِف إلاَّ المكره، وكلُّها من أعظم ما يكون خطرًا، وأكثر وقوعًا، فينبغي للمسلِم أن يَحذرَها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجِبات غضبه، وأليم عِقابه |
أنه بين أن الصلاة هي العهد الذي بيننا وبين الكفار وهم خارجون عن الملة ليسوا داخلين فيها واقتضى ذلك أن من ترك هذا العهد فقد كفر كما أن من أتى به فقد دخل في الدين ولا يكون هذا إلا في الكفر المخرج من الملة.
14وأطال - رحمه الله - الكلام | ومنها: أنَّ مَن سأل الله بجاهِ أحدٍ مِن خلقه، فهو مبتدِع، مرتكبٌ حرامًا |
---|---|
البرهان الرابع: شهادةُ المئات من علماء الأمصار المنصِفين من كلِّ مذهب من المذاهب الأربعة، وأهل الحديث بأنَّها دعوةُ حق، والإشادة بها ومدحها، والدعوة إليها، ومِن ذلك ما قاله الإمام محمد بن الأمير الصنعاني - صاحب "سبل السلام"، و"تطهير الاعتقاد"، وغيرهما من المؤلَّفات المهمَّة النافعة - في مدحها، ومَدْح صاحبها، وذلك بقصيدته الدالية المشهورة، التي منها: سَلاَمِي عَلَى نَجْدٍ وَمَنْ حَلَّ فِي نَجْدِ وَلَوْ كَانَ تَسْلِيمِي عَلَى الْبُعْدِ لاَ يُجْدِي أَلاَ يَا صَبَا نَجْدٍ مَتَى هِجْتَ مِنْ نَجْدٍ فَقَدْ زَادِنِي مَسْرَاكَ وَجْدًا عَلَى وَجْدِ قِفِي تَسْأَلِي عَنْ عَالِمٍ حَلَّ سُوحَهَا بِهِ يَهْتَدِي مَنْ ضَلَّ عَنْ مَنْهَجِ الرُّشْدِ مُحَمَّدٌ الْهَادِي لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ فَيَا حَبَّذَا الْهَادِي وَيَا حَبَّذَا الْمَهْدِي وَقَدْ جَاءَتِ الْأَخْبَارُ عَنْهُ بِأَنَّهُ يُعِيدُ لَنَا الشَّرْعَ الشَّرِيفَ بِمَا يُبْدِي وَقَدْ أَنْكَرَتْ جُلُّ الطَّوَائِفِ قَوْلَهُ بِلاَ صَدَرٍ فِي الحَقِّ مِنْهُمْ وَلا رَدِّ وأورد فيما يلي البيانَين اللَّذين كتبهما رئيسُ القضاة بمكة المكرَّمة، وعلماء الحرمَين في القرن الثالث عشر، ووقَّعوا عليهما بأختامهم، داعين فيهما إلى ما دعا إليه الإمامُ محمد بن عبدالوهاب، ومؤيِّدين دعوتَه، وأنها الحق، وذلك لأنَّ هذا البيان شهادةُ حق من علماء الحرمَين لهذه الدعوة المباركة، المنصورة بنصر الله - سبحانه وتعالى | ونحن على يقينٍ مِن أنَّ وظيفتنا هذه عظيمة، وموقفنا أمامَ الله أعظم، وأنَّ هذه الحياة لا تَزِن عند الله جَناحَ بعوضة، ولا تُغني عن الآخرة فتيلاً، وأنتم عندنا كأنفسنا التي بين جنبينا، نُحبُّ لكم من الخير ما نحبُّه لها، ونُبغِض لكم من الشرِّ ما نبغض لها؛ لذا لا نُلقي عليكم إلاَّ ما نَدين الله به، ونعتقده حقًّا صراحًا، لا مراء فيه؛ لنبرأَ إلى الله بأداء ما علمنا، غيرَ مكرهين، ولا مدفوعين بغَرَض شخصي، وإنما الحقُّ أحقُّ أن يُتَّبع، وفي بلاغنا هذا ذِكرَى للذاكرين، وهُدى للمستبصرين، والله يتولَّى هُدانا أجمعين |
الثاني: تذكُّر الزائر الآخرةَ، والاستعداد للموت.
9