الحوثيين والسعودية. الحوثيون يعرضون صفقة تبادل أسرى تشمل السودان والسعودية والإمارات

لقد خجلت أمريكا من تصريحات مبعوثها، ولم تخجل السعودية ولم يخجل الرئيس ولا مساعدوه الجنوبيون، فيما تزداد النخبة الشمالية انقساماً وضعفاً بعد أن توزعت مصالحها بين الرياض والقاهرة وأبو ظبي، وأحاطت ببعضها المخاطر والتهديدات، إلى حد لم تعد تستطيع معه أن تحدد موقفاً أو تبدي رأياً، مع أن بإمكانها أن تخرج من هذه الدائرة استناداً إلى الإمكانيات المتاحة لديها على الأرض، والتي استطاعت أن تحول معارك الحسم التي يخوضها الحوثيون في مأرب وتعز إلى خسائر فادحة؛ ما أسهل أن تتحول إلى نصر إن كانت هناك بالفعل سلطة شرعية وقادة حقيقيون وقال "الحل النهائي وطويل الأمد للأزمة يكمن في إدماج المواطنين الشيعيين في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلدان الخليج وليس إقصائهم من دوائر القرار، لأن ذلك سيدفعهم من دون شك إلى إيران"، مضيفا "يجب قطع الطريق أمام تدخلات إيران التي تحاول الاستفادة من التناقضات القائمة بين الشيعة والسنة"
يمكن قراءة الخبر من المصدر موقع هنا البيضاء خلال الحملة الانتخابية وفي الأسابيع الأولى من ولايته، وعد الرئيس جو بايدن بإنهاء الصراع في اليمن، وانعكاسًا لإجماع واشنطن بين الحزبين، فقد اعتمد نهجه على دعم عملية التفاوض التي تقودها الأمم المتحدة والضغط على المملكة العربية السعودية لإنهاء مشاركتها العسكرية النشطة داخل اليمن، ولهذه الغاية، سرعان ما عكس خطوة إدارة ترامب غير المدروسة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية وعين تيم ليندركينغ، الدبلوماسي المخضرم والمتمرس في قضية اليمن، كمبعوث خاص مكلف بدعم مفاوضات الأمم المتحدة

ومنذ ذلك الحين، لقي نحو 10 آلاف شخص حتفهم في الهجمات التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن.

أسباب اهتمام السعودية باليمن.. أهداف إقليمية وخلفيات التاريخ
وكتب فييرستاين مقالاً بالاشتراك مع الباحثة فاطمة أبو الأسرار، وأتى بعنوان "كيف يمكن لبايدن أن يساعد اليمن
عن أمريكا والسعودية وشرعية الحوثيين في الساحة اليمنية
وفي هذا السياق يقول الباحث في مركز موشي دايان بجامعة تل أبيب لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، ناحوم شيلو لـDW: "اهتمام المملكة العربية السعودية باليمن بدأ منذ عام 1920، وذلك بمحاولات السيطرة على القبائل اليمنية الكثيرة المنتشرة في الحدود، وتأمين حدود السعودية"
عن أمريكا والسعودية وشرعية الحوثيين في الساحة اليمنية
وتحتاج واشنطن والرياض بدورهما إلى المثابرة في هذا الصراع المأساوي ولكن الضروري من أجل تحقيق سلام دائم وعادل لجميع اليمنيين
لقد نجحت الخطة ودخل الحوثيون صنعاء بتغطية كاملة من الرئيس هادي وجيش الدولة وأجهزتها الأمنية، وعلى الفور باشر الحوثيون بمصادرة القدرات العسكرية للدولة الحلّ لا يكمن في إقصاء الحوثيين من دوائر القرار
ومن خلال الإظهار بشكل لا جدال فيه أن الفصيل العسكري لا يمكن أن ينجح، يمكن لبايدن زيادة تمكين أولئك الذين يفضلون المفاوضات، لتحقيق هذه الغاية، يجب على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي الالتزام بمواصلة الحملة العسكرية للتحالف بقيادة السعودية تحوّلت الميول الطائفية للحوثيين من القيم الزيدية التقليدية الراسخة، والتي كانت منحازة للشيعة ولكنها أقرب من الناحية العملية إلى الإسلام السني، إلى شكل أكثر تشددًا من الزيدية المتحالفة مع الشيعة الاثنى عشرية الإيرانية

إقرأ المزيد وقال رئيس لجنة شؤون الأسرى لدى "أنصار الله"، عبد القادر المرتضى، في تصريحات لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن الطرف السعودي هو من يتحكم بمفاوضات تبادل الأسرى، مشيرا إلى أن ضباطا بالاستخبارات السعوديين كانوا حاضرين في جلسات التفاوض في عمان ويتحكمون بمجراها، وهم من يمسكون بملف الأسرى بشكل كامل لدى الطرف الآخر.

28
الحوثيون يعرضون صفقة تبادل أسرى تشمل السودان والسعودية والإمارات
تمكين اليمنيين من إنهاء الصراع والأكثر إلحاحًا هو أن عدوان الحوثيين في مأرب يستلزم تدخلاً إنسانيًا فوريًا وردًا عسكريًا حازمًا من المملكة العربية السعودية، كون الحوثيين سيستمرون في التوسع بعنف إلى مناطق أخرى في جميع أنحاء اليمن، ومع الاعتراف بأن حركة الحوثيين ليست كتلة واحدة، يجب على إدارة بايدن إشراك الفصائل المتنافسة داخلها، وتحديداً أولئك الذين يفضلون المشاركة في عملية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية
سفير أمريكي سابق لـ والسعودية: الوضع في اليمن يستلزم رداً عسكرياً حازماً ضد الحوثيين
وشنّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن أمس الاثنين غارات جوية على صنعاء، وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن العملية تهدف إلى "تدمير أهداف عسكرية مشروعة" تابعة للمتمردين الحوثيين، و"لتحييد وتدمير التهديد الباليستي والقدرات النوعية التي تهدد حياة المدنيين"
عن أمريكا والسعودية وشرعية الحوثيين في الساحة اليمنية
مع تعليق العملية التي تقودها الأمم المتحدة حاليًا لحين تعيين الأمم المتحدة مبعوثًا خاصًا جديدًا ليحل محل مارتن غريفيث، فهذا هو الوقت المناسب لإعادة التركيز على العناصر الأساسية لإنهاء النزاع والعودة إلى العملية السياسية التي توقفت في 2014، وفي الواقع، أوضح التقرير النهائي الذي قدمه جريفيث إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي نُشر الشهر الماضي، بشكل صارخ فشل النهج التنازلي لحل النزاع في اليمن، وغالبًا ما فاتت وساطة الأمم المتحدة ديناميكيات الصراع الأكبر لصالح المكاسب الصغيرة التي ساهمت في التوسع العسكري للحوثيين