أي معلومات غير يمكن التشكيك بها و إزالتها | درست معه علوم الحديث والشرع والفقه، فبرعت فيهم بشكل كبير، حتى انتقلت من التلقي إلى الإلقاء، فدرستها لنساء دمشق حتى صارت أحد أكبر علماء المدينة في المذهب الشافعي، في وقت كانت دمشق فيه قلعة لعلماء المذاهب المختلفة، إلا أن "عصمة الدين" استطاعت أن تثبت حضورها بقوة |
---|---|
أما المدرسة الثانية فهي المدرسة الشامية الجوانية، وسميت بهذا الاسم لأنها أوصت ببنائها داخل بيتها المجاور للبيمارستان، وهو ما تحقق بعد وفاتها، وظلت لسنوات طويلة منارة للعلم ومقصدًا للباحثين الشرعيين، ليبقى الكيانان شاهدين على الأيادي البيضاء لست الشام في رعاية العلم ودعم العلماء | في دمشق مقابل البيمارستان النوري كانت تقطن في بيت كبير جعلته مقصداً وملاذاً للخائفين من بطش الإفرنج رجالاً ونساء وكانت تقدم الصدقات لكل محتاج وتغدق في عطائها عليهم وقد ألف ابن قاضي شهبة كراسة في ست الشام ومناقبها |
في ذيل الروضتين مايلي: قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: كانت سيدة الخواتين، عاقلة، كثيرة البر والإحسان والصدقات وكان يعمل في دارها من الأشربة والمعاجين والعقاقير في كل سنة بألوف الدنانير مما يجعلنا نقول أنها كانت جديرة بلقب ست الشام.
30وقد عيّنت فيها خيرة علماء عصرها، واشترطت عليهم ألا يدرسوا بمدارس أخرى لضمان تفرغهم وتلبية حاجة الطلبة من الاهتمام الكافي | وقبل هذا وبعد فهي شقيقة سلطان مصر والشام ومحرر بيت المقدس صلاح الدين الأيوبي، وقد تزوجت مرتين، الأولى بداية حياتها من عمر بن لاجين الذي وافته المنية مبكرًا، وأنجبت منه ابنها الوحيد "حسام"، ثم تزوجت بعد ذلك ابن عمها ناصر الدين محمد بن شيركوه وعاشت معه في حمص، إلا أنه توفي هو الآخر في 1186م بعد أن ترك لها ثروة هائلة، لتنتقل بعدها إلى دمشق، حيث اشترت منزلًا كبيرًا أمام البيمارستان النوري مستشفى |
---|---|
وفاؤها لأخيها ذكر ابن شداد في سيرة صلاح الدين أنه توفي يوم الخميس مستهل صفر، بثغر الإسكندرية المحروس، ونقلته أخته شقيقته ست الشام بنت أيوب إلى دمشق، ودفنته في مدرستها التي أنشأتها بظاهر دمشق، فهناك قبره وقبرها وقبر ولدها حسام الدين عمر بن لاجين وقبر زوجها ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن أسد الدين شيركوه صاحب حمص | وقد ذكر و عماد الدين ، أن ست الشام أعطتنا درساً في أصول الرحمة وصلة الرحم حين أمرت ببناء تربة بجانب المدرسة لتضم رفات شقيقها الأكبر الملك المعظم شمس الدولة بن نجم الدين أيوب المتوفى في بشهر صفر عام الموافق شهر تموز |
يقول الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: «خاتون أخت السلاطين.