فيسوِّف هذا المسكين في التوبة وربما اخترمه وهو على حاله السيئ! وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن صلى الله عليه وسلم قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ | |
---|---|
إن الحياة دار اختبار وامتحان وابتلاء، فإذا جاوز الإنسان الحياة وهو تحت رضوان الله فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور | وعلى أية حال فإن الإنسان خلق ليعبد الله تعالى وهو معرض للأخطاء والمعاصي، ولكن الله يحب العبد الذي يتوب إليه كثيراً ويستغفر كثيراً، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، وربما وصل إلى المائة مرة |
إن وقوع الإنسان في أمر لا مفر منه، وهذه ليست مشكلة في حد ذاتها إنما المشكلة والمصيبة هي الاستمرار في الخطأ والإصرار على المعاصي، قال الغزاليّ: "اعلم أنّ الصّغيرة تكبر بأسباب فيها الإصرار والمواظبة: وكذلك قيل: لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار"، فكيف إذا كان الإصرار على الكبائر وعدم منها؟! لم يغفل كورونا عن تذكير المسؤولين الذين يخنقون صغار الموظفين وفاقدي الحيلة منهم، بأبسط الطلبات وأصغرها، بأن دوركم آت، مثلكم مثل غيركم، وأن هناك حسابا وانتقاما، لا يمكن للعقل البشري أن يفهمه.
والكلام حول موضوع الخطايا والتوبة منها يطول، وحسبنا ما ذكرنا | |
---|---|
والإصرار على الصغائر من غير توبة أمر خطير قد يوصلها إلى كبائر الذنوب، فكيف بالإصرار على الكبائر؟ ولهذا جاء عن ابن عباس أنه قال: لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار | والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين |
بل إن الله يفرح بتوبة العبد ورجوعه إليه واعترافه بذنبه، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ!.
2قدم فيروس كورونا دروساً للبشرية، في بخس الحياة الدنيا، وقصرها وتفاهتها، ومحدودية قيمتها والبقاء فيها، قصتها المستمرة الموت المفاجئ والمباغت لمن كانوا شركاء الأمس وأصدقاءه، وأقرباءه وأحبابه | |
---|---|
.
16