حيث كان الحجاج يذهبون إلى مكة، وكذلك التجار كانوا يذهبون لأسواق قربها مثل عكاظ وذي المجاز | عليه السَّلام عَنِ الرَّجُلِ يُقْتَلُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ مَا دِيَتُهُ؟ قَالَ: "دِيَةٌ وَ ثُلُثٌ" |
---|---|
وأشار في وقت سابق إلى أن الأشهر الحرم كانت عظيمة قبل العصر الإسلامي أي فترة الجاهلية ، وحتى لو وجد العرب فيها قاتل والده ، فإن العرب ممنوعون من القتال ، حتى بعد قدوم الإسلام حيث ظلت هذه الأشهر حرم ومستمرة حتى الآن ويوم القيامة ، ويحرمهم الله ويحرم على المسلمين من انتهاك حرماته | شهر مُحرَّم شهر مُحرَّم؛ الشهر الأول من السنّة الهجريّة، كما أنّه الشهر الوحيد الذي يُنسب لله -تعالى-، فيُقال عند ذِكْره: "شهر الله المُحرّم"، ممّا يدلّ على خصوصيته، وحُرمته، وتشريفاً له، وإشارةً إلى أنّ الله -سُبحانه- حرّمه بنفسه، وبيّن الإمام -رحمه الله- أنّ أفضليّة شهر محرّم تأتي بعد أفضليّة شهر رمضان المُبارك |
وأما المدينة فقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول : لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين لابتيها حرام رواه البخاري 1774 ومسلم 1372.
10وقوله تعالى: ذلك الدين القيم أي: هذا هو الشرع المستقيم، من امتثال أمر الله فيما جعل من الأشهر الحرم، والحذو بها على ما سبق في كتاب الله الأول | سبب تسمية الاشهر الحرم هذه الأشهر سميت حرماً لزيادة حرمتها ولتحريم القتال فيها وكان ذلك في الجاهلية, وهي ثلاثة متواليات، ذو القعدة، وذو الحجة ، والمحرم، و الفرد وهو رجب، بين جمادى وشعبان، هذه الأربعة الحرم، رجب ويسمى مضر ايضا الأصم لانه لا ينادى فيه بالقتال ولا يسمع فيه صوت سلاح |
---|---|
وثالثها: أن الإنسان إذا أتى بالطاعات في تلك الأوقات، وأعرض عن المعاصي فيها، فبعد انقضاء تلك الأوقات، لو شرع في القبائح والمعاصي: صار شروعه فيها سببا لبطلان ما تحمَّله من العناء والمشقة في أداء تلك الطاعات في تلك الأوقات، والظاهر من حال العاقل أن لا يرضى بذلك، فيصير ذلك سببا لاجتنابه عن المعاصي بالكلية | والأمور المجعولة من الله تعالى: هي شؤون وأحوال أرادها الله، فقدرها، فأشبهت الأمور الكونية، فلا يبطلها إلا إبطال من الله تعالى، كما أبطل تقديس السبت بالجمعة |
وقد ذكر عدد الشهور كلها وعدد الاشهر الحرم في سورة التوبة، وكذلك ذكرها في سورة المائدة دون الإخبار عن أسمائهم.
21