{وينقلب} بعد الفراغ من الحساب {إلى أهله مسرورا} بما أوتي من الخير والكرامة والمراد بالأهل هنا ما أعد الله له من الحور العين وقيل أهله أزواجه وأولاده وعشائره وقد سبقوه إلى الجنة والسرور هو الاعتقاد والعلم بوصول نفع إليه أو دفع ضرر عنه في المستقبل وقال قوم هو معنى في القلب يلتذ لأجله بنيل المشتهى يقال سر بكذا من مال أو ولد أو بلوغ أمل فهو مسرور {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} لأن يمينه مغلولة إلى عنقه وتكون يده اليسرى خلف ظهره عن الكلبي وقيل تخلع يده اليسرى خلف ظهره عن مقاتل والوجه في ذلك أن تكون إعطاء الكتاب باليمين أمارة للملائكة والمؤمنين لكون صاحبه من أهل الجنة ولطفا للخلق في الأخبارية وكناية عن قبول أعماله وإعطاؤه على الوجه الآخر أمارة لهم على أن صاحبه من أهل النار وعلامة المناقشة في الحساب وسوء المآب | ويراد بـ «السجود» هنا : الخضوع والتسليم والطاعة 11 ، أمّا السجود المتبادر إلى الذهن بوضع الجبين على الأرض ، فهو أحد مصاديق مفهوم السجود ، ولعل هذا هوما ورد في الرّوايات من سجود النّبي صلى الله عليه وآله وسلم عند قراءته لهذه الآية |
---|---|
والله أعلم بما يكتمون في صدورهم من العناد مع علمهم بأن ما جاء به القرآن حق، فبشرهم -أيها الرسول- بأن الله- عز وجل- قد أعدَّ لهم عذابًا موجعًا، لكن الذين آمنوا بالله ورسوله وأدَّوْا ما فرضه الله عليهم، لهم أجر في الآخرة غير مقطوع ولا منقوص | وحينما توضع أعمال هؤلاء في الميزان الإلهي الذي لا يفوته شيء مهما قلّ وصغر ، فإنّه سبحانه وتعالى : سييّسر حسابهم ، ويعفو عن سيئاتهم ، بل ويبدل لهم سيئاتهم حسنات |
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما.
1قوله تعالى : {وأذنت لربها وحقت} الإذن الاستماع ومنه الأذن لجارحة السمع وهو مجاز عن الانقياد والطاعة ، و{حقت} أي جعلت حقيقة وجديرة بأن تسمع ، والمعنى وأطاعت وانقادت لربها وكانت حقيقة وجديرة بأن تستمع وتطيع | وذكرها الجعبري في نظمه في تعداد المكي والمدني بلفظ كدح فيحتمل أنه عنى أنه اسم للسورة ولم أقف على ذلك لغيره |
---|---|
فمن الناس من إذا كشف له عمله ابتهج واستبشر ، وهو التناول باليمين ، ومنهم من إذا تكشفت له سوابق أعماله عبس وبسر ، وتمنى لولم تكشف له ، وهذا هو التناول باليسار ، أو وراء الظهر ، إذن لا داعي إلى الجمع بين الآيتين باختراع معنى لا يليق بكتاب اللَّه كما جرى عليه كثير من المفسرين | إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أي لكن الذين آمنوا بالله ورسوله وخضعوا للقرآن الكريم وعملوا بما جاء فيه، فأولئك لهم أجر لا ينقطع مدده، ولا ينقص منه |
سبب نزول سورة الانشقاق اهتم المسلمون وخاصة علمائهم بمعرفة علوم كتاب الله تعالى وجميع تصنيفاته، ومن بينها الأسباب التي تتعلق بنزول الآيات ويُعتبر أشهر من قام بالبحث في ذلك هو الواحدي من خلال كتاب أسباب النزول ، وكذلك كتاب لباب النقول في أسباب النزول الذي كتبه السيوطي ولكن لم يتم ذكر أو أحد آياتها في أيٍ من هذه الأبحاث، وذلك ليس بالأمر العجيب، إذ أنه لا يوجد أسباب نزول لكافة السور فقد نزلت عدة سور وكذلك آيات لغاية ما وبغير تعلقها بمواقف تتطلب نزولها، فمثلًا في سورة الانشقاق يظهر الأمر واضحًا بأن الهدف من نزولها هو إيضاح وتبيين أهوال يوم القيامة حتى يدركها المسلمون ويعرفون شدتها فيعملون بجهد حتى ينجيهم عملهم الخير في هذا اليوم العصيب.
وقيل : المراد بقوله : {والله أعلم بما يوعون} أن لهم وراء التكذيب مضمرات في قلوبهم لا يحيط بها العبارة ولا يعلمها إلا الله ، وهو بعيد من السياق | ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, ولو فعل ذلك لأشرك |
---|---|
وعلى أية حال ، فقد جاء القسم بالشفق للفت الأنظار إلى ما في هذه الظاهرة السماوية الجميلة من معان ، فمنه تُعلن حالة التحول العام من النهار إلى الليل ، إضافة لما يتمتع به من بهاء وجمال ، وكونه وقت صلاة المغرب | الإيضاح فَلا أُقْسِمُ تقدم أن قلنا: إن العرب اعتادت أن تأتى بمثل هذا القسم حين يكون المقسم عليه أمرا ظاهرا لا يحتاج إلى التوكيد، فكأنه سبحانه يقول: لا أقسم بهذه الأشياء على إثبات ما أذكره لكم لأن أمره ظاهر، وثبوته غير محتاج إلى الحلف عليه |
تم وتكامل نوره ليلة 13 و14 و15 ، وتسمى هذه الليالي بالليالي البيض.