حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا قال: من كلّ شيء ضاق على الناس | هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين |
---|---|
الحمد لله المنَزَّهِ بذاته عن إشارة الأوهام، المقدَسِ بصفاته عن إدراك العقول والأفهام، المتصفِ بالألوهية قبل كل موجود، الباقي بالنعوت الأبدية بعد كل محمود، القديمِ الذي تعالى عن مماثلة الحدثان، العظيم الذي تنَزَّه عن مماسة المكان، المتعالي عن مضاهاة الأجسام ومشابهة الأنام، القادر الذي لا يُشار إليه بالتكييف، القاهر الذي لا يسئل عن ما يفعل، العليم الذي نزّل القرءان شفاء للأرواح والأبدان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي مدّت عليه الفصاحة رواقها وشَدّت به البلاغة نِطاقها المبعوثُ بالآيات الباهرات والحجج النيّرات، الـمـُنَزَلُ عليه القرءان رحمة للناس وعلى ءاله وصحابته الطاهرين | فجملةُ التوكّل تفويضُ الأمر إلى الله تعالى والثِّقةُ به مع ما قُدّرَ للعبد من التّسَبُّب أي مباشرة الأسباب ونقل البيهقي 3 عن بعضهم أنه قال اكتسب ظاهرًا وتوكّلْ باطنًا، فالعبد مع تكسبه لا يكون معتمدًا على تكسبه وإنما يكون اعتماده في كفاية أمره على الله عزّ وجلّ |
بمعنى هذا الرجل كثير العيال وقليل المال وأسر العدو ابنه فوجد ابنه هذا غِرّة من العدو فهرب وكانوا مشركين وهو مسلم فهرب منهم وأخذ غنمهم فجاء بها إلى والده ووالده محتاج فجاء رسول الله فقال له ابني حصل له كذا وكذا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كُلها، غنيمة، ففتح الله عليه ووسع عليه بما لزمه من التقوى ولما استجاب من أمر النبي الله صلى الله عليه وسلم.
28قال: ثنا جرير، عن منصور، عن الشعبيّ، قال: تجالس شُتير بن شكل ومسروق، فقال شُتير: إما أن تحدّث ما سمعت من ابن مسعود فأصدّقك، وإما أن أحدث فتصدّقني؟ قال مسروق: لا بل حدّث فأصدّقك، فقال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أكبر آية في القرآن تفوّضًا 2 : وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ قال مسروق: صدقت | حدثنا أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق بنحوه |
---|---|
تفسير الآية عند تفسير الآية الكريمة يُنظر إليها أحياناً كجملة اعتراضية، مؤكدة على ما سبق من إجراءات على السنة، حيث من طلّق ولم يضر ، فلم يُخرجها من منزلها، يجعل الله مخرج من الغموم والهموم التي يقع فيها الأزواج، ويُفرج عليه ويرزقه من حيث لا يعلم، فمن يتوكل على الله في أمره، فإن رب العالمين كافيه أمر الدنيا والآخرة، فله وحده الأحكام وقد جعل لكل شيء تقديراً وتوقيتاً، وقد ذكر الأمر بالتقوى في سياق الكلام عن الطلاق والعدّة لأن الطلاق يتبعه الإنفاق والإحسان إضافة إلى عقد وزواج جديد، فالتقوى هنا تجعل من الأمر أكثر يُسراً، كالقدرة على إعادة الزوجة، وفيه أيضاً النهي عن الطلاق بغير السنّة وعصيان أحكام الله فمن فعل ذلك فإن أمره سيكون فيه العسر كعدم القدرة على إعادة الزوجة | إخوة الإيمان روى أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الآيَةَ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا حَتَّى فَرَغَ مِنْ الآيَةِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُم قَالَ: فَجَعَلَ يَتْلُو بَهَا وَيُرَدِّدُهَا |
قال: ثنا مهران، عن سعيد بن أَبي عَروبة، عن قتادة يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا قال: من شُبُهَات الأمور، والكرب عند الموت وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ : من حيث لا يرجو ولا يؤمل.
8تجد الإنسان يبالغ ويستهلك حياته في طلب الرزق ويفرط في الفرائض ويفرط في السنن ويفرط فيما أُمر به من عبادة الله، نحن لا نقول انقطع في المسجد للعبادة واترك طلب الرزق، لا، لكن على الأقل توازن فأعط العبادة حقها والانقطاع لها وأعط الرزق حقه فلا تبالغ في الانقطاع للرزق على حساب دينك ولا تنقطع عن الدنيا بسبب الانقطاع للدين فتصبح عالة على الناس لكن بالرغم من ذلك لا يأتيك مهما كدحت ومهما تعبت إلا ما قدّره الله لك، ما اتقى الله فيه بارك الله له فيه | ومعنى ذلك: إن الله بالغ أمره بكل حال توكل عليه العبد أو لم يتوكل عليه |
---|---|
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا قال: الحيض في الأجل والعدّة | أن تتقي الله سبحانه وتعالى فلا يراك إلا حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك ولذلك يقول أحد الشعراء وأظنه ابن المعتز: خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماشٍ وسط أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرنّ صغيرة إن الجبال من الحصى هذه هي التقوى وأنت عندما تلتزم بهذه الآية فأنت ستستقيم على أوامر الله |
نحن نقول آيات القرآن الكريم ليس بالضرورة أن تكون كل آية لها سبب نزول خاص، سواء كانت هذه القصة سبب نزول مباشر لهذه الآية أو كانت مما يدخل في معنى الآية أن من لزم التقوى سيجعل الله له من كل هم فرجاً وسيجعل له من كل ضيق مخرجاً هذه لا نشك فيها ولا نتردد فيها لأن القائل هو مالك الملك سبحانه وتعالى لن يذكر المفسرون هذه القصة كسبب لنزول هذه الآية.
30