لكن إن قصدنا بالتَّسمية هذا المعنى الذي اشتققنا منه هذا الاسم، فهذا لا يجوز؛ لأن هذا من خصائص أسماء الله الحسنى التي يُراد بها الاسم والوصف، وكذلك على سبيل المثال، إن سمَّينا رجلاً بصالح فهذا لا يعني أنه إنسانٌ صالح، أو اسم سلمان فهذا لا يعني أنه شخصٌ سليم لا عيوب به، لربما كان من أصحاب الأمراض وليس به شيئٌ سليم، ولكن سمَّيناه بهذا الاسم فقط كاسم علمٍ مجرَّدٍ من أية صفة | ثانيًا: الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى أي "الصفة" |
---|---|
خامسا: والإيمان بمعانيها وأحكامها: أي الإيمان بما تضمن الأسماء والصفات من المعاني، وبما يترتب عليها من المقتضيات والأحكام | فإن صرف إلى الاحتمال المرجوح بغير دليل فهو التحريف والمذموم، وهو المعنى المقصود في العبارة المذكورة في السؤال |
فالخلاصة: أن توحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله بالأسماء والصفات الثابتة له والإيمان بمعانيها وآثارها وأحكامها إيمانا خاليا من المحاذير الأربعة، وهو التكييف والتمثيل، والتحريف والتعطيل، فمن نفي عن الله تعالى صفاته وعطلها فقد كذب تعطيله توحيده، ومن شبهه بخلقه ومثله بهم فقد كذب تشبيهه وتمثيله توحيده.
فَالْفَرْقُ بَيْنَ التَّحْرِيفِ وَالتَّعْطِيلِ : أَنَّ التَّعْطِيلَ نَفْيٌ لِلْمَعْنَى الْحَقِّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، وَأَمَّا التَّحْرِيفُ ؛ فَهُوَ تَفْسِيرُ النُّصُوصِ بِالْمَعَانِي الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا تَدُلُّ عَلَيْهَا | تَعْلِيلٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ كَوْنِ كَلَامِ اللَّهِ وَكَلَامِ رَسُولِهِ أَكْمَلَ صِدْقًا ، وَأَتَمَّ بَيَانًا وَنُصْحًا ، وَأَبْعَدَ عَنِ الْعُيُوبِ وَالْآفَاتِ مِنْ كَلَامِ كُلِّ أَحَدٍ |
---|---|
فَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِمَا يُرِيدُ إِخْبَارَهُمْ بِهِ ، وَهُوَ أَقْدَرُهُمْ عَلَى بَيَانِ ذَلِكَ وَالْإِفْصَاحِ عَنْهُ ، وَهُوَ أَحْرَصُهُمْ عَلَى هِدَايَةِ الْخَلْقِ ، وَأَشَدُّهُمْ إِرَادَةً لِذَلِكَ ، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِي كَلَامِهِ شَيْءٌ مِنَ النَّقْصِ وَالْقُصُورِ ؛ بِخِلَافِ كَلَامِ غَيْرِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ نَقْصٍ فِي أَحَدِ هَذِهِ الْأُمُورِ أَوْ جَمِيعِهَا ، فلَا يَصِحُّ أَنْ يُعْدَلَ بِكَلَامِهِ كَلَامُ غَيْرِهِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُعْدَلَ عَنْهُ إِلَى كَلَامِ غَيْرِهِ ؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ غَايَةُ الضَّلَالِ ، وَمُنْتَهَى الْخِذْلَانِ | ثانيا:بأسمائه الحسنى وتقدم بيان الأسماء |
الفائدة من هذا الكلام الذي ورد في الحديثين وغيرها من الأدلَّة، أنه على المسلم المُكلَّف البحث عن هذه الأسماء من الكتاب والسُّنَّة حتى يُدركها.
16