وفي النفس البشرية طاقة من نوع آخر، هي هذه الخاصة التي أصبح جميع السيكلوجيين يُسَلِّمون بها، وهي «التليبائية»؛ أي: شعور أحدنا بما يحدث لآخر، ولو كان بعيدًا عنا بنحو ألف كيلو متر؛ أي: الشعور على بُعْدٍ بدون الحواس المألوفة، فقد يحدث أن يكون أحد الشبان في برلين، فإذا به يضيق ويغمره كَرْب عظيم، ويرى في خياله صورة أبيه في القاهرة، وفي هذه اللحظة بالذات يجد عند التحقيق أن أباه كان في النزع ولم تَمْضِ دقائق حتى يكون قد مات، وقد يكون أحدنا مريضًا قد فَنِيَتْ قواه الجسمية — أو كادت — فيرى عزيزًا له — ابنًا أو صديقًا أو أخًا — وهو في ضيق عظيم؛ فإذا حَقَّقَ وَجَدَ أنه في هذه اللحظة كان عرضة لخطر فادح قد قضى عليه أو كاد، ومن المجازفة العقيمة أن يتقدم أحد بتفسير هذه الظاهرة، وقصارانا أن نقول: إنها كفاءة جديدة في النوع البشري تَظْهَر في بعض الأشخاص المهيئين لها، وسوف تعم جميع الناس — مع غيرها من الكفاءات المجهولة — في المستقبل، ولكن من المؤكد أن التليبائية هذه لا تنتمي إلى الغرائز القديمة في الإنسان؛ أي إنها ليست بعثًا لإحدى كفاءاتنا القديمة، وإنما الأغلب أنها ارتقاء جديد في الوجدان لا نفهم كُنْهَه إلا عن طريق التشبيه، كأن نقول: إن لكل مِنَّا موجته «الراديوفونية» المخية التي تنطلق منا حول الأرض؛ فإذا لَقِيَتْ جهازًا استقباليًّا حَدَثَ الاتصال، وما دام الأب يُشْبِه ابنه بحكم الوراثة في نظام الأعضاء وقُوَّتِها واتجاهها؛ فإن الموجة تتصل بين الأب والابن ولو كانت المسافة بينهما آلاف الأميال، وكذلك الشأن بين الأشقاء والأقرباء، ثم إذا كانت الموجة عنيفةً حَدَثَ اتصالٌ مُشَوَّش حتى ولو اختلفت الجهازات، وهذا يُفَسِّر الاتصال بين غريبَيْن في النظام العضوي للجسم تربطهما صداقة حميمة مثلًا | قهوة — مشروبات باردة — حلا شيء فخم جداً جداً وان جيته في الفرعين وفي اي وقت بتذوق نفس الطعم |
---|---|
قهوة — مشروبات باردة — حلا شيء فخم جداً جداً وان جيته في الفرعين وفي اي وقت بتذوق نفس الطعم |
.
22التقرير الرابع: يعجبني الكوفي اللي يطور من نفسه وما يوقف زرته على بداياته اول مافتح ومعد رجعت له الا من قريب لانه كان مب مره بس الان صراحة الكوفي صار الافضل في الخرج وبدون اي منافس لحاله في القمة | والتنويم النفسي الهبنوتية على الرغم من الادعاءات التي نسبها إليه الدجالون، هو في نهايته «الإيحاء» لا أقل ولا أكثر، ولكنهم استطاعوا أن يُثِيروا استطلاع الجمهور؛ لأنهم أطْلَقُوا عليه اسم «التنويم المغنطيسي» مع أنه ليس فيه أي مغنطيس، وكل ما في الأمر أن هناك أشخاصًا أكثر تأثرًا من غيرهم بالإيحاء، بحيث إذا أوحينا إليهم أنهم في حَرٍّ لا يطيقونه سال العرق من وجوههم، وإذا أوحينا للأم أن طفلها مريض بَكَتْ؛ فالوجدان يزول وتعود النفس وكأنها لوحة مسحاء نكتب عليها ما شئنا، والنائم يصدق كل ما نقوله ويستسلم لكل عقيدة نغرسها فيه، ولا يعارض إلا قليلًا جدًّا؛ أي: يزول منه الوجدان إلا أقله، وطريقة التنويم النفسي أن نجعل الشخص يقعد، أو بالأحرى ينطرح منسطحًا في استرخاء، ويجمع نظره في شيء لامِعٍ لا يتحول عنه ولا يفكر في غيره، ثم نتدرج به في الإيحاء بالإيهام: أنت ستنام الآن، أنت بدأت تنام، جفونك تسترخي، ستتثاءب، أوشكت أن تنام، لقد نِمْتَ ولكنك ستسمع كل ما أقوله لك، إلخ |
---|---|
الإيحاء هو تنويم نفسي مخفف، وكلنا عُرْضة له متأثرون به؛ لأن معظم سلوكنا — بل كل سلوكنا إلا القليل جدًّا جدًّا — عاطفي يخضع للإيحاء | وبمثل هذه الكلمات المكررة ينام ويسمع ويُصَدِّق كل ما يقال له، بل هو يُنَفِّذ ما يقال له، حتى بعد أن يستيقظ دون أن يدري البواعث التي تحمله على تنفيذه، كأن نقول له: غدًا في الساعة الخامسة ستذهب لزيارة فلان صديقك، فهو ينفذ هذه الزيارة دون أن يعرف أنه قد أوحي إليه بها في اليوم السابق |
.
1والإيحاء يصدمنا بأنواعه المختلفة؛ فإن للكلمات العاطفية في اللغة أثرًا لا ينقطع للخير أو للشر، فللكلمات: شَرَف وإخاء وإنسانية ورحمة إيحاءٌ للخير، وللكلمات: نجاسة وشماتة وكفر وانتقام إيحاءٌ للشر، وللقصة التي نقرأها في المجلة والصورة التي نراها على الحائط أو في الجريدة إيحاءٌ يُوَجِّهنا ويُكَوِّن مزاجنا ويُؤَثِّر في سيرتنا الشخصية أو الزوجية أو الاجتماعية، وإيحاءُ الإعلانات في الذين يشترون الأدوية المسجلة واضح؛ فإنهم يدفعون عشرين قرشًا فيما لا يزيد ثمنه على خمسة مليمات للإيحاء الذي بَعَثَه الإعلان في نفوسهم من الفائدة المزعومة لهذه الأدوية بإثارة مخاوف وآمال عن صحتهم | يعني مايختلف عليك لا وقت ولا باريستا ولا فرع |
---|---|
يعني مايختلف عليك لا وقت ولا باريستا ولا فرع |
وأغاني المذياع وأغانيجه توحي إلى الفتيات والشبان بالكلمة والنغمة سلوكًا جنسيًّا قد يصل أحيانًا إلى الدعارة في الإحساس، وفي بعض المعابد يتخذ الكاهن من الألحان والتراتيل في الجو المعتم للمعبد مع البخور ما يُزِيد التقبل للإيحاء فتَثْبُت العقائد، ومثل هذا الجو السيكلوجي تحدثه الفائدة لحفل الزار وتُسرف فيه حتى ينقلب الإيحاء إلى تنويم نفسي تامٍّ فيغيض الوجدان وتبرز الكامنة العقل الكامن فنجد أن المرأة ترقص وتترنح بحركات جنسية سافرة، أو هي تطلب التسلط بأن تركب خروفًا أو نحو ذلك.