تفسير سورة المدثر. تفسير سورة المدثر

قُمْ فَأَنْذِرْ 2 قُمْ فَأَنْذِرْ أَيْ شَمِّرْ عَنْ سَاق الْعَزْم وَأَنْذِرْ النَّاس وَبِهَذَا حَصَلَ الْإِرْسَال كَمَا حَصَلَ بِالْأَوَّلِ النُّبُوَّة
وقيل: إنّ أمواله بلغت حدّاً من الكثرة بحيث ملك الإبل والخيول والأراضي الشاسعة ما بين مكّة والطائف، وقيل إنّه يملك ضياع ومزارع دائمة الحصاد، وله مائة ألف دينار ذهب، وكل هذه المعاني تجتمع في كلمة «الممدود» وكما أن الليل سيدبر ويذهب ظلامه والصبح سيسفر وينكشف ظلامه، فإن هذا العالم الغيبي سيظهر وينكشف في يوم القيامة

ويريد كل امرئ منهم أن ينزل عليه كتاب خاص به من السماء! وقوله: {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} الإشارة بذلك إلى مضمون قوله: {وما جعلنا عدتهم إلا فتنة} إلخ.

20
ترجمة معاني سورة المدثر
لقد غضب سبحانه على الوليد ، وبلغ هذا الغضب أشده لأنه طغى وبغى ، وكفر بنعمة اللَّه ، وأعرض عن الحق واستعلى عليه وعلى أهله
قراءة سورة المدّثر مكتوبة مع تفسير سورة المدّثر و ترجمتها
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا 11 ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا يَقُول تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لِهَذَا الْخَبِيث الَّذِي أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِ بِنِعَمِ الدُّنْيَا فَكَفَرَ بِأَنْعُمِ اللَّه وَبَدَّلَهَا كُفْرًا وَقَابَلَهَا بِالْجُحُودِ بِآيَاتِ اللَّه وَالِافْتِرَاء عَلَيْهَا وَجَعَلَهَا مِنْ قَوْل الْبَشَر وَقَدْ عَدَّدَ اللَّه عَلَيْهِ نِعَمه حَيْثُ قَالَ تَعَالَى " ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْت وَحِيدًا " أَيْ خَرَجَ مِنْ بَطْن أُمّه وَحْده لَا مَال لَهُ وَلَا وَلَد ثُمَّ رَزَقَهُ اللَّه تَعَالَى
تفسير ابن كثير/سورة المدثر
ما المقصود بقوله: عليها تسعة عشر؟ ورد عن بعض المفسّرين أنّهم قالوا في تفسيرهم لهذه الآية: ابن كثير يشير في تفسيره إلى أنَّ المقصود بقوله: عليها تسعة عشر، هم من الذين يقدِّمون الزبانية، ويكون خلْقُهم عظيم وأخلاقهم غليظة، فقد جاء جماعة من اليهود إلى أحد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسألوه عن خزنة النار، فردَّ عليهم بأنَّ الله ورسوله أعلم ولم يعرف الجواب، فجاء رجل وأخبر النبيَّ عن ذلك فأنزلَ الله تعالى عند ذلك قوله: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}، فالمقصود بالتسعة عشر خزنة ، والله أعلم
{ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } لكثرة أهواله وشدائده توصيات: بعد صلاة الفجر، تدبر في إدبار الليل، وإقبال الصبح مع ترديد أذكار الصباح
وقوله: {فقال إن هذا إلا سحر يؤثر} أي أظهر إدباره واستكباره بقوله مفرعا عليه: {إن هذا - أي القرآن - إلا سحر يؤثر} أي يروي ويتعلم من السحرة

{ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } لأنهم قد أيسوا من كل خير، وأيقنوا بالهلاك والبوار.

التفسير الميسر
هذا في الدنيا ، أما جزاؤه في الآخرة فترسمه هذه الآية {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً}
سورة المدثر 31 : 56
وقوله: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} علق تعالى العلم المنفي بالجنود - وهي الجموع الغليظة التي خلقهم وسائط لإجراء أوامره - لا بخصوص عدتهم فأفاد بإطلاقه أن العلم بحقيقتهم وخصوصيات خلقتهم وعدتهم وما يعملونه من عمل ودقائق الحكمة في جميع ذلك يختص به تعالى لا يشاركه فيه أحد، فليس لأحد أن يستقل عدتهم أو يستكثر أو يطعن في شيء مما يرجع إلى صفاتهم وهو جاهل بها
سبب نزول سورة المدثر
قوله تعالى: {عليها تسعة عشر} يتولون أمر عذاب المجرمين وقد أبهم ولم يصرح أنهم من الملائكة أو غيرهم غير أن المستفاد من آيات القيامة - وتصرح به الآية التالية - أنهم من الملائكة
{ومهدت له تمهيدا} أي بسطت له في العيش بسطا حتى صار مكفي المئونة من كل وجه حتى صارت أحواله متناسبة عن الحسن وغيره وقيل سهلت له وقيل سهلت له التصرف في الأمور تسهيلا {ثم يطمع أن أزيد} أي لم يشكرني على هذه النعم بل كفر نعمائي وهو مع ذلك يطمع أن أزيد في إنعامه ثم قال على وجه الردع والزجر {كلا} أي لا يكون كما ظن ولا أزيده مع كفره وقيل كلا معناه انزجر وارتدع فليس الأمر على ما تتوهم ثم بين سبحانه كفره فقال {إنه كان لآياتنا عنيدا} أي إنما لم نفعل به ذلك لأنه كان بحججنا وأدلتنا معاندا ينكرها مع معرفته بها وقيل عنيدا جحودا عن ابن عباس وقتادة {سأرهقه صعودا} أي سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة فيه وقيل صعود جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا رفعها عادت وكذلك رجله في خبر مرفوع وقيل هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتى إذا بلغ أعلاها أحدر إلى أسفلها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا يجذب من أمامه بسلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقاطع الحديد فيصعدها في أربعين سنة عن الكلبي {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} ضمير أصليه يعود إلى الوليد ، وسقر من أسماء جهنم {وما أَدْراكَ ما سَقَرُ}
«عبس»: يعبس عبوساً، والعبوس الذي يقبض وجهه البغوي المقصود من قوله: عليها تسعة عشر عند البغوي أي على النار تسعة عشر من الكرام، وهم خزنة النار ويكون مالك على رأسهم ويصحبه ثمانية عشر آخرين، ووردَ في الأثر أنَّ أعينهم مثل البرق الخاطف وأنيابهم مثل الصياصي يخرج اللهب من أفواههم وغير ذلك من الصفات التي لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكأنّ سائلا يسأل : ما هو القصد من ذكر العدد مع انه يفتح باب التضليل والسخرية للجاحدين ؟ فأجاب سبحانه بأن لذكره فوائد ثلاثا : 1 - {وما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}.

تفسير حلم قراءة سورة المدثر في المنام لابن سيرين
وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ 46 لا يوجد تفسير لهذه الأية حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ 47 حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ يَعْنِي الْمَوْت كَقَوْلِهِ تَعَالَى" وَاعْبُدْ رَبّك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين " وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَّا هُوَ - يَعْنِي عُثْمَان بْن مَظْعُون - فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِين مِنْ رَبّه "
تفسير الاية (11
ولا دليل على انتفاء جميع هذه العلل عن جميع من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة قبل الهجرة وقد نقل عن بعضهم أنه آمن ثم رجع أو آمن عن ريب ثم صلح
سبب نزول سورة المدثر
قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن عَرَفَة الْمِصْرِيّ حَدَّثَنَا عُرْوَة بْن مَرْوَان الرَّقِّيّ حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو عَنْ عَبْد الْكَرِيم بْن مَالِك عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا فِي السَّمَوَات السَّبْع مَوْضِع قَدَم وَلَا شِبْر وَلَا كَفّ إِلَّا وَفِيهِ مَلَك قَائِم أَوْ مَلَك سَاجِد أَوْ مَلَك رَاكِع فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة قَالُوا جَمِيعًا سُبْحَانك مَا عَبَدْنَاك حَقّ عِبَادَتك إِلَّا أَنَّا لَمْ نُشْرِك بِك شَيْئًا"