قُمْ فَأَنْذِرْ 2 قُمْ فَأَنْذِرْ أَيْ شَمِّرْ عَنْ سَاق الْعَزْم وَأَنْذِرْ النَّاس وَبِهَذَا حَصَلَ الْإِرْسَال كَمَا حَصَلَ بِالْأَوَّلِ النُّبُوَّة | |
---|---|
وقيل: إنّ أمواله بلغت حدّاً من الكثرة بحيث ملك الإبل والخيول والأراضي الشاسعة ما بين مكّة والطائف، وقيل إنّه يملك ضياع ومزارع دائمة الحصاد، وله مائة ألف دينار ذهب، وكل هذه المعاني تجتمع في كلمة «الممدود» | وكما أن الليل سيدبر ويذهب ظلامه والصبح سيسفر وينكشف ظلامه، فإن هذا العالم الغيبي سيظهر وينكشف في يوم القيامة |
ويريد كل امرئ منهم أن ينزل عليه كتاب خاص به من السماء! وقوله: {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} الإشارة بذلك إلى مضمون قوله: {وما جعلنا عدتهم إلا فتنة} إلخ.
20{ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } لكثرة أهواله وشدائده | توصيات: بعد صلاة الفجر، تدبر في إدبار الليل، وإقبال الصبح مع ترديد أذكار الصباح |
---|---|
وقوله: {فقال إن هذا إلا سحر يؤثر} أي أظهر إدباره واستكباره بقوله مفرعا عليه: {إن هذا - أي القرآن - إلا سحر يؤثر} أي يروي ويتعلم من السحرة |
{ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } لأنهم قد أيسوا من كل خير، وأيقنوا بالهلاك والبوار.
{ومهدت له تمهيدا} أي بسطت له في العيش بسطا حتى صار مكفي المئونة من كل وجه حتى صارت أحواله متناسبة عن الحسن وغيره وقيل سهلت له وقيل سهلت له التصرف في الأمور تسهيلا {ثم يطمع أن أزيد} أي لم يشكرني على هذه النعم بل كفر نعمائي وهو مع ذلك يطمع أن أزيد في إنعامه ثم قال على وجه الردع والزجر {كلا} أي لا يكون كما ظن ولا أزيده مع كفره وقيل كلا معناه انزجر وارتدع فليس الأمر على ما تتوهم ثم بين سبحانه كفره فقال {إنه كان لآياتنا عنيدا} أي إنما لم نفعل به ذلك لأنه كان بحججنا وأدلتنا معاندا ينكرها مع معرفته بها وقيل عنيدا جحودا عن ابن عباس وقتادة {سأرهقه صعودا} أي سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة فيه وقيل صعود جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا رفعها عادت وكذلك رجله في خبر مرفوع وقيل هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتى إذا بلغ أعلاها أحدر إلى أسفلها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا يجذب من أمامه بسلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقاطع الحديد فيصعدها في أربعين سنة عن الكلبي | {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} ضمير أصليه يعود إلى الوليد ، وسقر من أسماء جهنم {وما أَدْراكَ ما سَقَرُ} |
---|---|
«عبس»: يعبس عبوساً، والعبوس الذي يقبض وجهه | البغوي المقصود من قوله: عليها تسعة عشر عند البغوي أي على النار تسعة عشر من الكرام، وهم خزنة النار ويكون مالك على رأسهم ويصحبه ثمانية عشر آخرين، ووردَ في الأثر أنَّ أعينهم مثل البرق الخاطف وأنيابهم مثل الصياصي يخرج اللهب من أفواههم وغير ذلك من الصفات التي لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم |
وكأنّ سائلا يسأل : ما هو القصد من ذكر العدد مع انه يفتح باب التضليل والسخرية للجاحدين ؟ فأجاب سبحانه بأن لذكره فوائد ثلاثا : 1 - {وما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}.