ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون : السلام عليك ، وهو لا يسمعهم ، ويقولون : السلام عليك ، وهم في بلد وهو في بلد آخر ، ونحن نقول : السلام عليك ، ونحن في بلد غير بلده ، وفي عصر غير عصره " انتهى | هذه أبرز الاحتمالات التفسيريّة في موضوع صلاة الله والمؤمنين على النبيّ ، ولعلّ الراجح ـ بنظري القاصر ـ هو التفسير المركّب من التفاسير الثلاثة الأخيرة كما أوضحنا ، لكنّ الأمر يحتاج ـ قبل البت بالموضوع ـ لمزيد دراسة متأنّية جدّاً في التحليل اللغوي للجذر اليائي والواوي للكلمة ، فحسمه ليس بسيطاً ، ونحن نتركه لمناسبة أخرى |
---|---|
اذا فالصلاة على النبي والتسليم لأوامره محصور في فترة حياته النبوية طبعا" يشير إلى أن الرسول ص مادام حيا فهو يطاع وعندما يتوفى فلا طاعة له و لا استسلام لاوامره |
فإذا أتينا إلى تعبير : صلّى له ، كان معنى ذلك أنّه فَعَلَ فِعْلَ الوصلِ والاتصال ، وكان ذلك لأجل الآخر ، فالآخر هو غاية الفعل وطرفه وهدفه.
إذا قال قائل : قد يكون هذا الدُّعاء في حياته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واضحاً ، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسَّلامةِ وقد مات صلى الله عليه وسلم ؟ فالجواب : ليس الدُّعاءُ بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة ، فهناك أهوال يوم القيامة ، ولهذا كان دعاء الرُّسل إذا عَبَرَ النَّاسُ على الصِّراط : " اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " ، فلا ينتهي المرءُ مِن المخاوف والآفات بمجرد موته | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الصلاة من الله تعالى معناها الرحمة والذكر في الملأ الأعلى، وآل محمد صلى الله عليه وسلم هم المخصوصون بالذكر؛ كما جاء في أحاديث التشهد الصحيحة، والمقصود بهم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من بني هاشم وعبد المطلب على الراجح من أقوال أهل العلم |
---|---|
أعتقد أنّ هذا المعنى ـ نتيجة التحليل اللغوي هذا ، والمبني على فرضيّة الجذر اليائي للكلمة ـ منسجم وعام جداً ، ويُطرح بوصفه احتمالاً لغويّاً يستحقّ التأمّل والترجيح ، وعليه ، ستصبح الصلاة المعروفة على النبي اللهم صلّ على محمّد بصيغها المتعدّدة ، مصداقاً للصلاة على النبيّ ، لكنّها ليست المصداق الحصري ، فكأنّها صارت رمزاً موضوعاً في الشرع من رموز ذلك ، وإلا فمطلق الدعاء للنبيّ هو صلاة عليه أيضاً ، والله العالم | إذاً: التحيات أو التشهد أخذ حيزاً في النصوص |
نحن الذين لو عدت حسناتنا بجانب سيئاتنا لرجحت كفة السيئات،صلاتنا عليه تنفع سيد السادات؟! من الواضح ان الوارد في الزيارة الجامعة في بيان معنى الصلاة هو وجه واحد عائد نفعه الى المصلي على محمد واله، ولكن لا نسلم ان هذا الوجه هو المعنى الحصري للصلاة على محمد وال محمد فثمة وجوه اخرى ممكنة ومنها ما ذكرناه في الجواب، وعلى سبيل المثال ورد في بعض الادعية ما يستفاد منه عود الفائدة والنفع اليه صلى الله عليه وآله.
6