اللَّـهُ: لفظ الجلالة اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضّمة | بينما هذا الإنسان مهيأ — حين ينتكس — لأن يهوي إلى الدرك الذي لا يبلغ إليه مخلوق قط : ثم رددناه أسفل سافلين حيث تصبح البهائم أرفع وأقوم، لاستقامتها على فطرتها، وإلهامها تسبيح ربها، وأداء وظيفتها في الأرض على هدى |
---|---|
فهؤلاء هم الذين يبقون على سواء الفطرة، ويكملونها بالإيمان والعمل الصالح، ويرتقون بها إلى الكمال المقدر لها، حتى ينتهوا بها إلى حياة الكمال في دار الكمال | القرآن الكريم القرآن هو أوّل الأسماء لكتاب الله العزيز، ومن أسمائه الكتاب والفرقان، وهناك من قال: القرآن للدلالة على تلاوته بالألسنة وحفظه في الصّدور، والكتاب للدلالة على كتابته بالأقلام وتثبيته في السّطور، وذلك من الحكمة الرّبّانية، أن يحفظ في موضعين، {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}، فلا ثقة بحفظ حافظ حتّى يوافق الرّسم المجمع عليه والمنقول إلينا جيلًا بعد جيل، ولا ثقة بكتابة كاتب حتّى يوافق حفظ الحفّاظ الذي نقل بالتّواتر، والقرآن هو الكلام العربيّ المعجز الذي أوحي به إلى آخر الأنبياء محمّد —صلّى الله عليه وسلّم- عن طريق —عليه السّلام- المنقول بالتواتر، والمكتوب بين دفّتيّ المصحف الشّريف، والمتعبّد بتلاوته، والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم ، وبعد هذا التّعريف سيتم التّركيز على تأملات في سورة التّين |
أَلَيْسَ: الهمزة : حرف استفهام مبني على الفتح، لَيْسَ : فعلٌ ماضٍ ناقص يدلُّ على النّفي مبني على الفتح.
ويقسم الله - سبحانه — على هذه الحقيقة بالتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين، وهذا القسم على ما عهدنا في كثير من سور الجزء الثاني | عن البراء بن عازب قال: «كان النبي صل الله عليه وسلم يقرأ في سفر في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا أو قراءة منه» تفسير الآيات: {وَالتِّينِ}: قيل المراد بالتين مسجد دمشق، وقيل دمشق نفسها، وقيل الجبل الذي عندها، {وَالزَّيْتُونِ}: قال كعب الأحبار وقتادة وغيرهم: مسجد بيت المقدس، وقال مجاهد وعكرمة: هو الزيتون الذي تعصرون، {وَطُورِ سِينِينَ}: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى، {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}: يعني مكة ولا خلاف في ذلك، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}: هذا هو المقسم عليه، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة، وشكل منتصب القامة وسوي الأعضاء حسنها |
---|---|
الْأَمِينِ: نعتٌ مجرور وعلامة جرّه الكسرة | وقالوا: أنه تم ذكر هذه الأماكن الثلاثة في آخر التوراة: جاء الله من يعني الذي كلم الله عليه موسى بن عمران، وأشرق من ساعير يعني جبل بيت المقدس الذي بعث الله منه عيسى، واستعلن من جبال فاران يعني: جبال مكة التي أرسل الله منها محمدًا، فذكرهم على الترتيب الوجودي بحسب ترتيبهم في الزمان، ولهذا أقسم بالأشرف وهو ثم الأشرف منه وهو طور سنين ثم الأشرف منهما وهو البلد الأمين |
وقوله : أي : أما هو أحكم الحاكمين ، الذي لا يجور ولا يظلم أحدا ، ومن عدله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه.
9إنه الحبل الممدود بين الفطرة وبارئها | ، وقد تكون مخلوقات وقد خصها الله في القرآن الكريم بالمباركة أي فيها خير كثير من عند الله، هذا الشجر المخلوق هوشجرة الزيتون |
---|---|
أما الأوراق فهي متقابلة ورمحية بلون أخضر داكن من ناحية الجهة العلوية ولون فضي من الجهة السفلية |
مَمْنُونٍ: مضافٌ إليه مجرور وعلامة جرّه تنوين الكسر.