فوض أصحابه أنه سيخرج لدورية في القطار للقبض عليه ، ولكن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل إلى أبي سفيان ، فأخذ احتياطاته وغير مساره ، وأرسل الخبر إلى قريش التي هيأته | وأمّا المُشركون فقد اقتربوا حتّى بلغوا ماء ، فصعدوا الكثيّب الفاصل ونزلوه، فإذا هم أمام صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحينئذٍ بدأ الّلقاء المنتظر بين الفريقين، وقد توجّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والتضرّع إلى الله تعالى أن يؤيّد عباده بالنّصر والفتح؛ لما كان لتلك المواجهة من أهمّيّةٍ في نفوس المسلمين، ثمّ افتُتح القتال بالمبارزة كما جرت العادة في المعارك، فقتل المسلمون معظم المبارزين المشركين، ثمّ بدأ التحام الصّفوف، وقد أبلى المسلمون بلاءً عظيماً وأصابوا من المشركين وأوقعوا منهم القتيل والجريح، حتّى طال القتل كِبار المشركين ، وقد أنزل الله تعالى ملائكةً من السّماء تعين عباده وتدفع عنهم الضّرّ بإذنه، قال تعالى: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ |
---|---|
وحدث أيضًا كما يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الله قَدْ شَفَى صَدْرِي الْيَوْمَ مِنْ الْعَدُوِّ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ، قَالَ: « إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ لِي وَلَا لَكَ»، فَذَهَبْتُ وَأَنَا أَقُولُ: يُعْطَاهُ الْيَوْمَ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلَائِي! كانت غزوة احد في السنه | عبر هذه المقالة ، سنتعلم حل المشكلة معًا: وقعت غزوة بدر في العام الهجري |
فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس ، وفرس ، وكان معهم سبعون بعيراً، ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد ، فإن كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله ، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: «نحن نمشي عنك»، فقال: « ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما».
22فقد كان الرسول قد رأى في منامه ليلة اليوم الذي التقى فيه الجيشان، رأى عددهم قليل، وقد قص رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا، جاء في : إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ | ونزلت الملائكة في ميدان المعركة بقيادة الأمين جبريل عليه السلام |
---|---|
قَالَ: « نَعَمْ»، قَالَ: بَخٍ، بَخٍ | أما المسافة اليوم بين وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين وبدر بهذا الطريق هي 153 كيلومتراً، وأما المسافة بين بدر وساحل الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً |
عن عبدالرحمن بن عوف قال: كان أمية بن خلف لي صديقًا بمكة، وكان اسمي عبد عمرو، فَتَسَمَّيتُ -حين أسلمتُ- عبد الرحمن، ونحن بمكة، فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو، أرغبت عن اسم سمَّاكه أبوك؟ فأقول: نعم، فيقول: فإني لا أعرف الرحمن، فاجعل بيني وبينك شيئًا أدعوك به، أمَّا أنت فلا تجيبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك مما لا أعرف! ثم تحرك النبي صلى الله عليه وسلم من بدرٍ راجعًا إلى المدينة، حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله عليُّ بن أبي طالب، ثم خرج حتى إذا كان بعرْق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط.
13