واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير | ويعد هذا العمل مصدرًا مهمًا للتاريخ البربري، على الرغم من أن ابن خلدون في أجزاءٍ يعتمد على مواد رديئة المصدر على سبيل المثال، الروض القروص |
---|---|
كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين تحكمه ثلاث أسر: المغرب كان تحت سيطرة المرينيين - ، غرب كان تحت سيطرة آل عبد الودود - ، وشرق الجزائر وبرقة تحت سيطرة - |
فالفارابي، كما ابن سينا بعده، أثاروا البعد العملي للخطابة في المدينة و التي تهدف إلى الإقناع للوهلة الأولى بادئ الرأي المشترك كما تتفق مع هابيتوس Habitus المدينة، ومن الجمهور الذي تستعصي عليه الأسئلة الجدلية و مسائل الاختلاف و أسوأ من ذلك أنه لا يمكنه الوصول إلى المسائل البرهانية.
5الدولة من الشباب إلى الشيخوخة تُعد الدولة عند ابن خلدون الامتداد المكاني والزماني لحكم عصبية فئة ما، وتقوم "العصبية" على الدين أو الولاء أو الفكر المشترك أو القومية أو ما إلى ذلك من مشتركات تصلح انطلاقا لبناء الدول واستمراره | أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات |
---|---|
يقول: "فالقانون في تمييز الحق من الباطل في الأخبار بالإمكان والاستحالة أن ننظر في الاجتماع البشري الذي هو العمران ونميز ما يلحقه لذاته وبمقتضى طبعه وما يكون عارضا لا يعتد به وما لا يمكن أن يعرض له، وإذا فعلنا ذلك، كان ذلك لنا قانونا في تمييز الحق من الباطل في الأخبار، والصدق من الكذب بوجه برهان لا مدخل للشك فيه، وحينئذ فإذا سمعنا عن شيء من الأحوال الواقعة في العمران علمنا ما نحكم بقبوله مما نحكم بتزييفه، وكان ذلك لنا معيارا صحيحا يتحرى به المؤرخون طريق الصدق والصواب فيما ينقلونه | لم يتفق العلماء على أصل ابن خلدون، بل اتخذوا في ذلك مذهبين، الأول منهما يرى أنّه عربي الأصل ويمثله ساطع الحصريّ، أمّا الفريق الثاني فيمثله طه حسين ومحمد عبدالله عنّان، حيث يريان ومن معهما أنّ أصل ابن خلدون بربري، إلّا أنّ ما لا شكّ فيه عراقة نسبه، وعلوِّ شأن قومه وارتفاع منزلتهم، لا سيما بعد أنّ استقروا في مدينة الأندلس، حيث تسلموا مناصب مرموقة في البلاد، وحافظوا على مكانتهم فتنقلوا ما بين رئاسة علمية وأخرى سلطانيّة، فخرج منهم العالم، والأديب، والمؤرخ، والاجتماعي، والحكيم، وكان لابن خلدون نصيب من الرئاستين معاً، فهو الذي كان والياً لقضاء المالكيّة في مصر، حيث عُرف عنه الزهد والانقطاع عن السياسة في آخر أيام حياته، ومجالسة أصحاب العلم |
وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار والتدهور.
20