صورة المجادله. سورة المجادلة مكتوبة كاملة بالتشكيل

ثم وعد وأوعد فقال: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فهو محيط بنواياكم وأعمالكم، ومجازيكم بما قدمتم لأنفسكم من خير أو شر، كما قال « فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » وقال: « وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى، ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى » وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْ ءٍ أي ويعتقدون أن ذلك نافع لهم، فيجلب لهم الخير، ويدفع عنهم الضّير، كما كان ذلك شأنهم في الدنيا، إذ كانوا يدفعون بتلك الأيمان الفاجرة عن أرواحهم وأموالهم ويحصلون على فوائد دنيوية أخرى
انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ » ووعد لمن آمن به، وبرسله، واتبع ما جاء به المرسلون، فصار من حزب الله المفلحين، أن لهم الفتح والنصر والغلبة في الدنيا والآخرة، وهذا وعد لا يخلف ولا يغير، فإنه من الصادق القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء يريده

ومنها: أنه لا يصلح الظهار من امرأة قبل أن يتزوجها، لأنها لا تدخل في نسائه وقت الظهار، كما لا يصح طلاقها، سواء نجز ذلك أو علقه.

28
سورة المجادلة
ومنها: أن الكفارة إنما تجب بالعود لما قال المظاهر، على اختلاف القولين السابقين، لا بمجرد الظهار
من هي المجادلة ومن هو زوجها القصة الكاملة
قررت خولة بنت ثعلبة عرض قضيتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبالفعل ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم ، وحكت له أن زوجها أوس بن الصامت قال لها بعد انفعاله عليها أنتي علي كظهر أمي ، وفيما معناه أنها محرمة عليه ولا يجب عليه أن يلمسها ، أو يقترب منها كزوجة له ، وسوف يكون لذلك الرجل الحرية في أن يتزوج مرة أخرى ، ويعفي من واجباته تجاه زوجته ، بينما لا تستطيع الزوجة أن تتزوج مرة أخرى ، وقد مر خلافهم هذا ولكن خولة زوجته رفضت أن يجامعها ، وأشارت إلى أن كلامه ذلك يعني فراقهما
فوائد من سورة المجادلة
ووجه اتصالها بما قبلها: 1 أن الأولى ختمت بفضل الله، وافتتحت هذه بما هو من هذا الوادي
خولة بنت ثعلبة خولة بنت ثعلبة معلومات شخصية الميلاد - - اللقب المرأة التي سمع الله شكواها، ونزلت فيها الآيات الأولى من الزوج أبناء الربيع بن أوس الحياة العملية النسب خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهد بن ثعلبة بن غنم بن عوف أهم الإنجازات نزلت في أمرها سورة المجادلة - خولة بنت ثعلبة ، هي المرأة التي نزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة وعلى كل من القولين { فـ } إذا وجد العود، صار كفارة هذا التحريم { تحرير رَقَبَةٍ } مُؤْمِنَةٍ كما قيدت في آية أخرى ذكر أو أنثى، بشرط أن تكون سالمة من العيوب المضرة بالعمل
ثم ذكر السبب فيما أفاض الله عليهم من نعمة فقال: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أي أغدق عليهم من رحمته العاجلة والآجلة، فأدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار، ورضوا عنه لابتهاجهم بما أوتوه عاجلا وآجلا، فإنهم لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى - عوضهم الله بالرضا عنه، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم، والفضل العميم { وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ } التي تمنع من الوقوع فيها، فيجب أن لا تتعدى ولا يقصر عنها

فكما أن المنافقين في الدنيا يموهون على المؤمنين، ويحلفون لهم أنهم مؤمنون، فإذا كان يوم القيامة وبعثهم الله جميعا، حلفوا لله كما حلفوا للمؤمنين، ويحسبون في حلفهم هذا أنهم على شيء، لأن كفرهم ونفاقهم وعقائدهم الباطلة، لم تزل ترسخ في أذهانهم شيئا فشيئا، حتى غرتهم وظنوا أنهم على شيء يعتد به، ويعلق عليه الثواب، وهم كاذبون في ذلك، ومن المعلوم أن الكذب لا يروج على عالم الغيب والشهادة.

القرآن الكريم/سورة المجادلة
يعلم الله الغيب ويعلم ما في قلوب الأشخاص إذا تحدثوا به أم لا ، والله سيظهر كل أفعالهم في الأخرة ، ويشير إلى أن التآمر من الأفعال الخاطئة والممنوعة ، وأن العباد المخلصين الذين يتحدثون عن شئ في مشورة سرية ، وفي مكان خفي يجب ألا يناقشوا أبداً في ارتكاب المعاصي ، كما يشير إلى أنه قبل التشاور مع الرسول صلى الله عليه وسلم على انفراد بخصوص أمر خاص لابد من التبرع للفقراء لأنه أفضل لك ، وإذا لم تستطع فعليك بطاعة أمر الله سبحانه وتعالى
لماذا سميت سورة المجادله بهذا الاسم
تُشير آيات سورة المجادلة إلى أن الله تعالى يعلم جميع ما في السماوات والأرض، ومن ذلك أنه يعلم السر والنجوى، وبيان مصير الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول صلي الله عليه وسلم
قصة سورة المجادلة
سبب نزول سورة المجادلة نزلت الآيات الكريمة في مطلع سورة المجادلة في أمر خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت -رضي الله عنهما-، حيث جاءتْ زوجته تشتكي للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- من زوجها أنّه يظاهرها بقوله: أنت عليّ كظهر أمي، وكان أوس رجل به لمَم؛ فإذا حضر لممه ظاهر منها، فأتت النبي الكريم تستفتيه في ذلك، وهي تشكي أمرها إلى الله -تعالى-، فأنزل الله على إثرها: قَدْ سَمِعَ ، وقد جاء في الرّواية عن -رضي الله عنها- في سبب نزول مطلع سورة المجادلة قولها: الحمدُ للهِ الذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تُكَلِّمُه في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ، وفي روايةٍ أخرى تنقل السيدة عائشة ما سمعته من خولة بنت ثعلبة تقول لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: يا رسولَ اللهِ أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرتْ سِنِّي، وانقطع له ولدي، ظاهَر مِنِّي، اللهمَّ إني أشكو إليك، قالت عائشةُ: فما برِحتْ حتى نزل جبريلُ -عليه السلامُ- بهؤلاء الآياتِ: قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا
ثم بين الباعث لهم على هذه النجوى والمزين لهم ذلك فقال: إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ أي إنما التناجي بالإثم والعدوان من وسوسة الشيطان وتزيينه الإيضاح أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أي أخبرني عن حال هؤلاء المنافقين الذين اتخذوا اليهود أولياء يناصحونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين إن حالهم لتستدعى العجب، يقابلون كل قوم بوجه، فهم مع اليهود نصحاء أمناء يبلغونهم ما يعرفونه من دخائل المؤمنين اكتسابا لصداقتهم وودهم، ومع المؤمنين مؤمنون مخلصون قد بلغ الإيمان قرارة نفوسهم، وملك عليهم مشاعرهم وحواسهم والحقيقة أنهم يخدعون الفئتين كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله: ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ أي فلا هم بالمؤمنين حقا بل هم مؤمنون من طرف اللسان مداراة للمؤمنين وخوفا من بطشهم، ولا هم مع اليهود، لأنهم لا يعتقدون أنهم على الدين الحق، ولكنهم يريدون أن ينتفعوا بما عندهم من عرض الدنيا، وأن يحتفظوا بمودتهم إذا احتاجوا إليها، فهم كما قال الله فيهم: « مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ » وفي الخبر « مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين غنمين » أي المترددة بين قطيعين « لا تدرى أيّهما تتبع » ثم ذكر أنهم يؤكدون إيمانهم وإخلاصهم بالأيمان الكاذبة فقال: وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أي وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا إنا آمنا وإذا جاء الرسول حلفوا وقالوا له: نشهد إنك لرسول الله، والله يشهد إنهم لكاذبون فيما يقولون، لأنهم لا يعتقدون صدقه
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وسلم تسليما - وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ أي وكيف يفعلون ذلك وقد أقمنا دلائل واضحات تبين معالم الشريعة وتوضح حدودها، وتفصل أحكامها وتبين سرّ تشريعها؟ فلا عذر لهم في مخالفتها، والانحراف عن سننها

الإيضاح يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ أي يا أيها الذين آمنوا بالله وصدقوا برسوله، إذا قيل لكم توسعوا في مجالس رسول الله أو في مجالس القتال، فافسحوا يفسح الله في منازلكم في الجنة.

10
سورة المجادلة
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ش
تفسير المراغي/سورة المجادلة
وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ أي وللجاحدين بتلك الآيات عذاب يذهب بعزهم وكبريائهم
خولة بنت ثعلبة
ثم أكد ما سلف بقوله: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي أي قضى الله وحكم في أم الكتاب بأن الغلبة بالحجة والسيف وما يجرى مجراهما تكون لله ورسله، فقد أهلك كثيرا من أعدائهم بأنواع من العذاب كقوم نوح وقوم صالح وقوم لوط وغيرهم والحرب بين نبينا وبين المشركين، وإن كانت سجالا كانت العاقبة فيها له عليه الصلاة والسلام ثم تكون لأتباعه من بعده ما داموا على سننه، محافظين على الحدود التي أمروا بها، وجاهدوا عدوهم جهادا خالصا لله على نحو جهاد الرسل، لا لطلب ملك وسلطان، ولا لطلب دنيا ومال