فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ وهذا اسم جنس أي: فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا | الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله |
---|---|
فهذه السورة على إيجازها، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن، فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} | فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة |
و { الاستعانة } هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك.
فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء | ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: 6 أَيْ: دُلَّنَا وَأَرْشِدَنَا، وَوَفِّقَنَا لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ الْمُوصِلُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى جَنَّتِهِ، وَهُوَ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَاهْدِنَا إِلَى الصِّرَاطِ وَاهْدِنَا فِي الصِّرَاطِ |
---|---|
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات | وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة |
يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم به كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.