معارج الصعود إلى تفسير سورة هود | ثمّ إنّ ابن حزم الظاهري ت456هـ أورد على هذا القول بوجهين: الأوّل: أنّ الإيمان في اللغة ليس هو التصديق، لأنّه لا يسمّي التصديق بالقلب دون التصديق باللسان ايماناً في لغة العرب، وما قال قطّ عربيّ إنّ من صدّق شيئاً بقلبه فأعلن التكذيب بلسانه، أنّه يسمّى مصدّقاً به ولا مؤمناً به |
---|---|
مفهوم الإيمان الإيمان Faith هو الشعور بالثقة بأننا سنحصل على ما نأمل به، ولكن لم نحصل عليه بعد، أو يمكن القول أيضًا بأنه إيمانٌ بما لا يُمكن أن نراه؛ أي بالأشياء الروحية غير المرئية، فالإيمان يأتي قبل أن يتحقق ما صلّينا لأجله، وقبل أن نتلقى ما قد طلبناه من الله، فإذا كنّا قد تلقينا ما طلبناه، فلا حاجة عندها للإيمان | والفرق بين الإسلام والإيمان: أن الإسلام قول وعمل ظاهر، والإيمان تصديق غير ظاهر فمحله القلب، ومن نطق بالشهادتين فهو مسلم، ويقال له مؤمن بحسب الظاهر إذ لا يعلم حقيقة إيمانه إلا الله |
فأما الأساس الأول: فهو تنزيه الله - عز و جل - عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات الخلق، وهذا الأصل يدل عليه قوله - تعالى -: ليس كمثله شيء الشورى : 11 وقوله: ولم يكن له كفؤاً أحد الإخلاص : 4.
21اصل الايمان، الايمان وتعريفه لغة كما هو في اللغة العربية الفصحى هو مصدر آمن يؤمن ايمانا وهو صادر من الامن وعدم الخوف والايمان والامن نفس المعنى معناهما الاستقرار والطمأنينة، وهو استقرار القلب بالتصديق والانقياد لله سبحانه وتعالى، والايمان اصله التقوى والطمأنينة والاقرار بالله ، والايمان يمكن استخدامه بأثنين من المعاني وهو الإيمان بمعنى التّصديق، والايمان بمعنى الامان واصل الايمان هو؟ | الإيمان بالرسل الإيمان هو التصديق الجازم بأن الله -تعالى- أرسل لكلّ أمةٍ رسولاً يُبلّغ رسالة التوحيد ويُخرج الناس من الظُلمات الى النور، والإيمان بأنّهم أتمّوا وظيفتهم على أكمل وجهٍ، فبشّروا الناس بوعد الله عند اتّباع دين الحقّ، وأنذروهم من اتّباع الباطل، والإيمان بالرسل واجبٌ، ولا يصْلح إيمان العبد إلا بالإيمان بهم جميعاً، قال -تعالى-: وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ |
---|---|
من كتاب الأسئلة والأجوبة في العقيدة | فلو كان إذعانهم كإذعان سائر الناس، لما تميّزوا بالعصمة عن المعصية |
فتقييد العبادة بحق ليبطل ما يصدر من العبادات الباطلة لسائر ما يتأله من دون الله.