وقد ذكر ابن عبد البر كلام أبي الدرداء في فضل حسن الخلق | قال ابن مفلح الحنبلي — رحمه الله - : وقيل لابن عقيل في فنونه : أسمع وصية الله عز وجل ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ، وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا , فكيف لي بطاعة الله تعالى والتخلص من النفاق ؟ |
---|---|
نجد في المِشنا 4: 13 «إن مَلِكَ مُلُوكَ ٱلمُلُوكِ اَلمُقَدَّسُ تَبَارَكَ ٱللهُ قَدْ طَبَعَ ٱلْإِنْسَ كُلُّهَا بِخَتْمِ آدَمَ ٱلْأَوَّلَ وَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ كَمِثْلَ صَاحِبِهِ لِهَذَا ٱلسِّبَبِ يَجِبُ عَلَى كُلٍ وَاحِدٍ وَوَاحِدٍ أَنْ يَقُولَ لِأَجْلِي خُلِقَتِ ٱلدُّنْيَا» وهذا الكلام ينطبق على كل إنسان من اليهود وغيرهم | وينقسم إلى قسمين: 1- شرك أكبر: وهو ينافي ، ويكون في: المعتقدات، والأقوال، والأفعال |
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا يكن حُبُّكَ كَلَفًا ولا بغضك تَلَفًا ".
27قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغَلِطَ ؛ لأن المداراة مندوبٌ إليها ، والمداهنةَ محرَّمة ، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه ، وفسرها العلماء بأنها : معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه ، والمداراة : هي الرفق بالجاهل في التعليم ، وبالفاسق في النهي عن فعله ، وتركُ الإغلاظِ عليه حيث لا يُظهِر ما هو فيه ، والإنكار عليه بلطف القول والفعل ، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك | |
---|---|
أولاً : إذا أُطلق لفظ النفاق فإنه يستوحي معانيَ الشر كلها ، ولم يكن النفاق يوما محمودا ولو من وجه ما ، ويعرِّفُه علماء السلوك بأنه إظهار الخير للتوصل إلى الشر المضمر | قال ابن كثير: النفاق: هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي، وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب |
وهل يمكن أن يشوب الصداقة الحقة بعض النفاق ؛ ذلك أن لي صديقة لم تحمل لي من الود ما كنت اعتقده ، كانت لها مكانة في قلبي لا ينازعها عليها أحد ، واكتشفت أخيرا أن مكانتي لديها لا تساوي شيئا مطلقا ، وسلوكها معي لسنوات تحكمه الأقنعة الزائفة ، كنت أعتقد ، وكان الكل يجزم قطعا ، أن الصداقة بيننا قوية ، وإلى الآن لست أدري كيف لي أن أتبرأ من هذه الصداقة بعد أن علمت بحقيقتها.