فلولا أنه كان من المسبحين. فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ

وابن جرير اختار الأول وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ فيكون هذا إجراء على قاعدة أخرى وهي توحيد مرجع الضمائر، وأنه أولى من تفريقها، توحيد مرجع الضمائر أولى من تفريقها، والله المستعان والمعني الثاني: له مقام معلوم في العبادة يقومه، فما من موضع إلا فيه ملك قائم أو ساجد، فلهم مواضع يتعبدون الله -تبارك وتعالى- بها في السماء
فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي فساهم فكان من المدحضين فقال لهم ; قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي

{فَآمَنُوا} فصارُوا في موازينِهِ؛ لأنَّهُ الدَّاعي لهمْ.

22
آیه 143 سوره صافات
قال : فالتقمه الحوت من ذلك المكان حتى مر به إلى الأبلة، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة، ثم انطلق حتى ألقاه في نينوى
سورة الصافات الآية 143
وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل
فلولا أنه كان من المسبحين
قال ابن عباس: {من المسبحين} من المصلين
الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم، فأقرع بينهم؛ فأعتق اثنين وأرق أربعة
وهنا وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ۝ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ۝ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ۝ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، هناك لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ، وهنا فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ يقول: ألامَ الرجلُ إذا أتى بما يلام عليه، اللوم، تقول: ما الذي حملك على هذا؟ لماذا فعلت هذا؟ واللوم غير الذم، يعني وَهُوَ مَذْمُومٌ إذا أتى بما يلام عليه وإن لم يحصل له لوم، يعني وإن لم يلمه أحد، مليم، يعني قد جاء بما يلام عليه وإن لم يلمه على ذلك أحد في الواقع، فهذا بالنسبة للوم، فأثبته هنا حال التقام الحوت له وَهُوَ مُلِيمٌ جاء بما يستحق عليه اللوم، وإن لم يلمه أحد على هذا لكن حينما نبذ بالعراء كان سقيماً لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ من الله -تبارك وتعالى- عليه لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر

كما تعلمنا قصة نبي الله يونس عليه السلام أن الإقرار بالذنب من شيم الأنبياء، بينما الغطرسة والغرور والكبِر من شيم الشياطين، فما أجمل نبي الله وهو يردد: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، كما تعلمنا القصة أن أهل التسبيح لا يطول شقاؤهم، وأهل الذكر لا تستمر كروبهم، فسبحان من إذا ذكر اسمه العظيم على صعب لان، وعلى عسير تيسر، وعلى أي مستحيل صار ممكناً.

10
فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
پس يونس با مسافران كشتى قرعه انداخت و از بازندگان شد
[6] من قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} الآية:139 إلى آخر السورة
وقال غيره : إنما قيل ليونس أبق؛ لأنه خرج بغير أمر الله عز وجل مستترا من الناس
فلولا أنه كان من المسبحين
والأذكار التي فيها تكفير للذنوب كثيرة عديدة ، فانظر لها مثلاً كتاب "الأذكار" لأبي زكريا النووي ـ رحمه الله ـ ومن الكتب اللطيفة في ذلك كتاب حصن مسلم ، وهو كتاب حسن لطيف صغير الحجم عظيم الفائدة في هذا الباب