وقد منحَ هذا الأمر الحجاج سُمعة سيئة في العراق، ويَقول البعض عنه أنه قتلَ 100 ألف من أهلها، ولو أن مثل هذا الرَّقم غير مُثبَت | رسم سنة 112 هـ، التي حسمت التوغل الإسلامي في فرنسا بالعهد الأموي |
---|---|
في مدينة ، التي عمّرها الأمويون في أيام سيطرتهم على الأندلس | شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتناً كثيرة، وكان منفذوا أغلب هذه الثورات إما أو ، كما اعترض الحسين بن علي على حكم يزيد فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيباً لمن بايعوه، فَتَصَدّتْ له جيوش الأمويين في التي انتهت بمقتله |
كانت شرعية خلافة عبد الملك بن مروان -وما زالت- محل خلاف بين علماء المسلمين، إذ في حين يعتبرها بعضهم شرعية، وأنه هو الخليفة الشرعي، يراها كثير منهم غير شرعية؛ لأن أغلب المسلمين قد بايعوا ابن الزبير قبله، فضلاً عن أفضلية عبد الله بن الزبير الصحابي الجليل عليه، وحسب هذا الرأي يُعتَبَر عبد الملك خارجًا على الخليفة الشرعي.
15فقد شهد عصر القوة في الدولة الأموية نهضة كبيرة في التفسير وعلوم القرآن والفقه والعقيدة وعلم الكلام، وتألَّق فيه نجم عديد من العلماء الذين ظلَّ المسلمون بعد ذلك يأخذون من علومهم، ويستشهدون بأقوالهم واجتهاداتهم، أمثال ابن عباس وتلاميذه كسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وشريح بن الحارث الكندي القاضي، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي الذي تولى الكتابة لعبد الملك بن مروان وكان مقربًا منه، وإبراهيم النخعي، ومكحول بن أبي مسلم الدمشقي، وغيرهم كثير | تولى الحكم بعده ابنه محمد بن عبد الرحمن ثم المنذر بن محمد ثم عبد الله بن محمد، الذي استمر حكمهم حتى سنة 300 هجرية، وتمزقت الأندلس، واقتصر حكم بني أمية على قرطبة وضواحيها، وتولى الخلافة عبد الرحمن الثالث سنة 300 هجرية وحتى عام 350 هجريًا، واستطاع بحزمه وفطنته أن يُخضع أكثر الثورات فاستتبّ الأمر له ولقّب نفسه بأمير المؤمنين الناصر لدين الله، وهكذا تحوّل الحكم في الأندلس من إمارة إلى خلافة، واستمر لقب الخليفة في ذرية عبد الرحمن الثالث حتى سقوط الخلافة الأموية، وتولّى الحكم الثاني المستنصر بالله الحكم سنة 650 هجرية، وصل بهد الحكم إلى محمد بن أبي عامر المنصور سنة 366 هجرية، ثم ابنه عبد الملك بن محمد المظفر ثم عبد الرحمن بن المنصور، وقتل المنصور على يد محمد بن هشام الذي تولى الحكم ولقب بالمهدي، وبدأ الاقتتال على السلطة وتوالى الخلفاء، وقرر القرطبيون إلغاء الخلافة الأموية في أعقاب خلع الخليفة هشام الثالث بن محمد بن عبد الملك في عام 422 هجريًا، وتولى نفيهم أبو الحزم بن جهور، وبذلك انتهت دولة الخلافة الأموية في الأندلس وانتقل الحكم فيها إلى رؤساء الطوائف وأمراء الثغور، وبدأ عهد جديد هو عهد دول الطوائف |
---|---|
قُتِل مروان بن محمد المعروف بمروان الحمار في عام 132هـ وكان يبلغ من العمر حينها 52 عاماً | يزيد بن معاوية بن أبي سفيان كانت ولادة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أثناء خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وقد كان معاوية بن أبي سفيان في ذلك الوقت أميراً على |
ومن الأعمال الباهرة لعبد الملك تعريب دواوين الخراج، والذي كان العمل فيه حكرًا على غير العرب، وكان هذا وضعًا شاذًّا، فجاءت خطوة عبد الملك لتصحح الوضع، وتفتح المجال أمام العرب المسلمين للعمل في هذا الديوان، والتدريب على شئون المال والاقتصاد، وكانت تلك الخطوة ذات أثر حضاري كبير في التاريخ الإسلامي.
ظهَرَ الظلم السياسيّ بشكل كبير وتجلّى في مناطق العراق وفارس؛ وذلك بسبب تاريخ هذه المناطق المعادي والمناوئ لبني أمية، وقد انعكس هذا الظلم على مجتمعات المدن هناك من خلال ولاة المدن الأمويين الذين بطشوا في كلّ من يخالفهم الرأي عبر الشدة والقوة والقتل في الكثير من الأحيان، وأشهرهم كان | فلما علم يزيد بن معاوية بذلك أرسل إليهم جيشًا عليه مسلم بن عقبة المري، وإن حدث له حدث فالأمير من بعده الحصين بن نمير السكوني، وأقبل مسلم بن عقبة بالجيش، والتقى ببني أمية بوادي القرى، وقد أخرجهم أهل المدينة |
---|---|
اهتمّ معظم العلماء العرب في عهد الدولة الأموية بدراسة العلوم المختلفة، فدرسوا الطب، والكيمياء، والفيزياء، وألّفوا مجموعة من المؤلفات المشهورة حوله هذه العلوم، كما أنّهم ساهموا في تقديم العديد من الدراسات، والأبحاث المهمة، والتي انتشرت في كافة أنحاء العالم | كان نظام التوريث في الدولة الأموية -والذي أقره معاوية بن - أحد أسباب عدم رضا الكثير من العرب، خصوصًا من صحابة رسول الله ورجال القبائل العربية، وصولًا لبني أمية نفسهم، لذلك بقيت النّزاعات داخل الدولة الأموية قائمة وإن كانت تهدأ في بعض الأوقات، وهذا ما أسهم -بشكل أو بآخر- في ضعف الدولة الأموية، ثم كان أحد أسباب سقوطها في عام 132هـ - 750م على يد العباسيّين |
طارق سويدان 2006م ، الطبعة الثانية ، الكويت: الإبداع الفكري، صفحة: 217.
22