{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } ثم بين المكذبين بأنهم { الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي: يوم الجزاء، يوم يدين الله فيه الناس بأعمالهم | { يُنْظَرُونَ } إلى ما أعد الله لهم من النعيم, وينظرون إلى وجه ربهم الكريم، { تَعْرِفُ } أيها الناظر إليهم { فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } أي: بهاء النعيم ونضارته ورونقه، فإن توالي اللذة والسرور يكسب الوجه نورًا وحسنًا وبهجة |
---|---|
في النهاية نرجو أن نكون قد فسرنا سورة المطففين بشكل مبسط للأطفال بالإضافة إلى تقديم سورة المطففين مكرر للأطفال لكي يسهل عليهم استيعاب الأفكار التي وردت في هذه السورة الكريمة، كما وضحنا الفرق في المنزلة بين الكفار والمؤمنين عند الله سبحانه وتعالى ووعده للمؤمنين بالدرجات العليا في الجنة والكفار بأدنى المراتب، ونرجو أن يستفيدوا من جميع الدروس التي وردت في هذه السورة المباركة | وقد قيل: إن { سجين } هو أسفل الأرض السابعة، مأوى الفجار ومستقرهم في معادهم |
نعم، ثوبوا ما كانوا يفعلون، عدلًا من الله وحكمة، والله عليم حكيم.
13وقد وردَ في فضل سورة المطففين العديد من الأحاديث الأخرى التي تشيرُ إلى عظيم فضل تلك السورة، فعن الصحابيّ أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قَرأَ سورَةَ المُطَفِّفينَ سقاهُ اللَّه منَ الرَّحيقِ المَختومِ يومَ القيامَةِ"، بالإضافة إلى الفضل العظيم الذي مُنيَت به جميع سور من خلال قراءتها وفي ذلك جزاءٌ عظيم وأجر كبير ومن خلال تطبيق ما أمرَ الله تعالى به عباده فيها والالتزام بأحكامه الإلهيَّة -جلَّ وعلا- | تفسير سورة المطففين مبسطة للأطفال بدأت الآيات الكريمة بالوعيد من الله عز وجل للمطففين في الميزان بنار جهنم لأنهم يتعمدون الغش خلال البيع، ويخبرهم بأنهم سيحاسبون على ذلك يوم القيامة وهو يوم الحساب العظيم جزاء فعلتهم وخيانتهم للأمانة، ولو تم اخبارهم بالحجج المبينة في القرآن الكريم يقولون ما ذلك سوى خرافات، فقد غطى الله سبحانه وتعالى على قلوبهم فلا يستطيعون تمييز الحق، كما أنه سيحرمهم من دخول الجنة ويكون جزاؤهم دخول نار جهنم، وهو العذاب الذي اخبرهم الله سبحانه وتعالى به ولكنهم لم يصدقوه |
---|---|
سبب نزول سورة المطففين قبل أن يتمَّ توجيه دفةِ الحديث إلى مقاصد سورة المطففين ستتحدَّث هذه الفقرة عن أسباب نزول السورة، حيثُ نزلَت معظم سور القرآن الكريم وآياته توجيهيَّة للناس، حتَّى ترسمُ لهم نهجًا قويمًا في حياتهم سواءً في أمور دنياهم أو في أمور آخرتهم، وكانت سورة المطففين من السور التي جاءت فيها توجيهات من الله تعالى في كيفيَّة تعامل الناس مع بعضهم في الموازين والابتعاد عن التطفيف وسرقةِ أموال الناس بالباطل، ويذكرُ ذلك ابن عباس -رضي الله عنه- في حيثُ قال: "لمَّا قدِم النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- المدينةَ كانوا مِن أخبثِ النَّاسِ كَيلًا، فأنزَل اللهُ -عزَّ وجلَّ-: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، فأحسَنوا الكَيلَ بعدَ ذلك" ، وهذا كان السبب الرئيسي وراء نزول سورة المطففين | وبعد ذلك ينقل كلامه عن الكفار وعن استهزاءهم بالمؤمنين الذين لو رأوهم في الطريق يتغامزون عليه، ولو ذهبوا لأهلهم تلذذوا أمامهم بالاستهزاء بالمؤمنين، بل أنهم يصفون المؤمنين بالضلال، ولكن يبشرهم الله سبحانه وتعالى بالجنة التي سيضحكون بها ويستهزئون بالكفار كما فعلوا معهم |
وأما من أنصف، وكان مقصوده الحق المبين، فإنه لا يكذب بيوم الدين، لأن الله قد أقام عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، ما يجعله حق اليقين، وصار لقلوبهم مثل الشمس للأبصار ، بخلاف من ران على قلبه كسبه، وغطته معاصيه، فإنه محجوب عن الحق، ولهذا جوزي على ذلك، بأن حجب عن الله، كما حجب قلبه في الدنيا عن آيات الله، { ثُمَّ إِنَّهُمْ } مع هذه العقوبة البليغة { لَصَالُوا الْجَحِيمِ } ثم يقال لهم توبيخا وتقريعًا: هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } فذكر لهم ثلاثة أنواع من العذاب: عذاب الجحيم، وعذاب التوبيخ، واللوم.
14