وما ورد أنها تعدل ثلث القرآن لا يصح، ففي مسند أحمد عن أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال: أي فلان هل تزوجت؟ قال: لا؛ وليس عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك قل هو الله أحد؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك قل يا أيها الكافرون؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت الأرض؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا جاء نصر الله؟ قال: بلى: قال: ربع القرآن ، قال: أليس معك آية الكرسي: الله لا إله إلا هو؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: تزوج تزوج تزوج ثلاث مرات | وهذا أخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال جعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت وماهي قال إذ أويت إلى فراشك فأقرأ أية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختم الأية فإنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله |
---|---|
أو ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك أو عرشه كذا عن الحسن، أو هو سرير دون العرش في الحديث "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بفلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة" أو قدرته بدليل قوله { وَلاَ يَئودُهُ} ولا يثقله ولا يشق عليه { حِفْظُهُمَا} حفظ السموات والأرض | أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة |
وقال أبو عبيد في كتاب الغريب: حدثنا أبو معاوية عن أبي عاصم القفي عن الشعبي عن عبدالله بن مسعود قال: خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال: هل لك أن تصارعني؟ فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخل شيطان فصارعه فصرعه فقال: إني أراك ضئيلا شخيتا كأن ذراعيك ذراعا كلب أفهكذا أنتم أيها الجن كلكم أم أنت من بينهم؟ فقال إني بينهم لضليع فعاودني فصارعه فصرعه الإنسي فقال: تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرأها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خيخ كخيخ الحمار فقيل لابن مسعود: أهو عمر؟ فقال: من عسى أن يكون إلا عمر قال أبو عبيد: الضئيل النحيف الجسيم والخيخ بالخاء المعجمة ويقال بالحاء المهملة الضراط.
13قال أبو أمامة: ووالله ما تركت قراءتها منذ سمعت هذا الخبر من علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حدثتك - أو قال: أخبرتك - به، قال القاسم: وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الان، قال: علي بن يزيد وأخبرك أني ما تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني القاسم في فضلها قال ابن أبي العاتكة: فما تركتها في كل ليلة منذ بلغني في فضل قراءتها ما بلغني قال ابن سابور وأنا ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله في فضل قراءتها قال إبراهيم بن عمر وبن بكر: وأنا فما تركت قراءتها منذ بلغني هذا الحديث عن رسول الله | قال أبو محمد عبد الله بن أبي سفيان: وأنا فما تركت قراءتها منذ كتبت هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله في فضل قراءتها قال أبو المفضل: وأنا بنعمة ربي ما تركت قراءتها منذ سمعت هذا الحديث من عبد الله بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وآله حتى حدثتكم به 10 |
---|---|
واما تفسير الكرسي فقد ذكرنا أقوال العلماء فيه في الفتوى رقم: | وأما نزولها ليلا فلم نر من ذكره من أهل العلم وقد تكلم السيوطي في الإتقان على ما نزل من القرآن بالليل ولم يذكرها فيه |
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
30وليس عنده زيادة والذي نفسي بيده إلخ | وفي خبر آخر عن أبي جعفر عليه السلام من قرأ آية الكرسي وهو ساجد، لم يدخل النار أبدا 20 |
---|---|
اهـ وقد ورد في شرف هذه الآية وفضلها أحاديث كثيرة بعضها صحيح وبعضها ضعيف وبعضها موضوع | وأما التفصيل الذي ذكرته في ثوابها في العاجل والآجل فلم نقف عليه منسوباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند متصل، وإنما نقل من كلام بعض العلماء عن بعض السلف |
قال: أما إنه قد كذبك وسيعود.
18