وقد فَرْض الله -تعالى- الصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومن تَبِعه من المسلمين، وكان ذلك قبل ، وتحديداً في ليلة الإسراء والمعراج، ولعلّ مناسبة فَرْض الصلاة في هذه الوقت تزامناً مع حادثة الإسراء والمعراج مردّه إلى أنّه لمّا غُسل قلب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وطُهّر بماء زمزم، ومُلأ صدره بالحكمة والإيمان في هذه الحادثة، ناسب أن تُفرض الصلاة فيها؛ لما يسبق الصلاة من تطهّرٍ متمثّلٍ بالوضوء، وكما أنّ رسول الله في هذه الرحلة عرج إلى الملأ الأعلى، فالتقى الأنبياء وصلّى بهم، وناجى ربّه، فكان ذلك مناسبةً لفَرْض ؛ لما يتخلّلها ويرافقها من مناجاةٍ لله -تعالى- | بعد ما سبق من بيان يتبين لنا أن الأولى عدم التحريك فإن حرّك فلا بأس دون مبالغة لما يتنافى مع المعنى، فمعنى التحريك البيّن هو تحريك من السكون إلى السكون، أو من وضع إلى آخر، وعندما يشير الإنسان إلى شيء بيده فإنه يرفعها ويشير ثم ينزلها عند انتهاء إشارته، كإشارته صلى الله عليه وسلم في حديث سعد السابق |
---|---|
وقال الشافعية والحنابلة : السنة وضع اليدين على الفخذين في الجلوس للتشهد الأول والأخير، يبسط يده اليسرى منشورة مضمومة الأصابع في الأصح عند الشافعية، بحيث تسامت رؤوسها الركبة، مستقبلاً بجميع أطراف أصابعها القبلة فلا تفرج الأصابع لأن تفريجها يزيل الإبهام عن القبلة | وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله |
ومن ثُمَّ جاء السّلام للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بكاف الخطاب، وهذا ممّا يُقال في حياته وبعد مماته، كما أنّه يَجعل حواسّ المُصلّي ومشاعره في شوق للنبيّ وكأنَّ الشخص يخاطب النبيّ -عليه الصلاة والسّلام-، فكاف المخاطبة؛ لأنَّه وإن لم يكن حاضراً عند المُصلّي لكنّه حاضرٌ في قلبِه وإيمانه.
السؤال ماهي الصيغة الصحيحة للتشهد الأخير في الصلاة ؟ الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد وردت عدة صيغ للتشهد ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها: ما أخرجه البخاري ومسلم وابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد، وكفي بين كفيه، كما يعلمني السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين - فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض - أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" | قال ابن حجر في فتح الباري: قال الترمذي: حديث ابن مسعود روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روى في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة، ومن بعدهم قال: وذهب الشافعي إلى حديث ابن عباس في التشهد، وقال البزار لما سئل عن أصح حديث في التشهد قال: هو عندي حديث ابن مسعود، وروي من نيف وعشرين طريقاً، ثم سرد أكثرها، وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر رجالاً |
---|---|
لقد كثر الحديث حول كيفية التشهد وخاصة تحريك الأصبع السبابة في التشهد، وخاض الناس فيه بين مؤيد ومعارض، وحقيقة المسألة أن الأهواء تتدخل غالياً في المسالة، لذا رأيت أن أبين آراء العلماء في المسالة والرأي الراجح فيها | فينبغي أن لا تدعها وأن تحافظ عليها، ثم تقول بعد هذا كله في التشهد الأخير الذي بعده السلام تقول بعد ذلك: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال |
ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا.
في الصلاة الثنائية يقول المصلي التشهد ، وهذه إحدى صيغه التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ البخاري 831 ومسلم 402 ثم بعد ذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ البخاري 3370 ومسلم 406 | ولأحمد من حديث أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد وأمره أن يعلمه الناس التحيات لله ، وذكره |
---|---|
وإذا كان عند القعدة فليكن من أوّل قول أحدكم: التحيّات الطيبات الصّلوات لله، السّلام عليك أيّها النّبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا، وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله " | المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د |
سنن الصلاة تتفرّع إلى قسمين عند الشافعيّة: أبعاضٌ وهيئاتٌ؛ فالأبعاض هي السنن التي إن تُركت ولم تؤدّى، لا تُجبر إلّا بسجود السهو، وتتمثّل في؛ التشهّد الأوّل، والقعود له، والصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعده، والصلاة على آل النبيّ بعد التشهّد الأخير، والقنوت في صلاة الفجر وفي الوتر في النصف الثاني من شهر رمضان، والقيام له، والصلاة على النبيّ بعده، وأمّا الهيئات؛ فهي التي لا يلزم من تركها وعدم أدائها ، وهي كلّ ما سِوى الأبعاض والأركان السابقة الذكر من أعمال الصلاة، أما المالكية فذهبوا إلى أن من ترك ثلاث سنن قولية أو فعلية في الصلاة فعليه أن يسجد للسهو، أما ترك السنة عند الحنابلة والحنفية فلا سجود للسهو لعمده ولا لسهوه عند الحنفية، ويجوز السجود لسهوه وحول استحبابه رأيان الاستحباب وعدمه عند الحنابلة.
17