حكم وسم البهيمة في وجهها. الدرس الحادي عشر ( رفقه بالحيوان)

وقد قسم الفقهاء ، والعلماء حكم قتل الحيوان إلى قسمين فمنهم من أجاز قتل الحيوان كمأكول اللحم ، والفواسق ، والسباع الضارية التي من طبعها الإيذاء إذا تحقق أذاها فلا يلام الإنسان حينئذ على قتله ولا يؤاخذ مطلقا شرعا أما القسم الثاني فقد نهى الفقهاء عن قتل الحيوان الذي يتم الإنتفاع منه سواء بجلوده أو لحمه أو لا مضرة ، ومفسدة في بقائه كالهرة ، والصرد والهدهد ، والنحلة ، والضفدع ، والبغل ، والحمار وغيره من سائر الحيوان غير المؤذي فلا يجوز للمسلم قتله إلا إذا آذى حسا وصار كالفواسق فحينئذ يباح التخلص منه
غَيْرَ أنَّ يَحْيَى قالَ في أَوَّلِ حَديثِهِ: أَيُّما رَجُلٍ أُعْمِرَ عُمْرَى فَهي له وَلِعَقِبِهِ وأما وسم الحيوان لتمييز بعضه عن بعض، فإن كان في الوجه فإنه يحرم، لما رواه مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه وعن وسم الوجه

قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ فِى آذَانِهَا.

3
حكم وسم البهيمة في وجهها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإننا أولا نشكر السائل لحرصه على معرفة الحلال من الحرام في زمن قل فيه ذلك
وسم الدابة في وجهها
الدرر السنية
وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن قبيلة من عادتهم الوسم على الوجه فهل يجوز لهم ذلك ؟ فقال: " الوسم على الوجه لا يجوز ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ولعن من فعله ، فلا يجوز الوسم في الوجه لا في الإبل ولا في البقر ولا في الغنم ولا في بني آدم ، لا يجوز ولو أنه من عادتكم ، يجب أن تغير العادة تبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته ، وليس لكم أن تخالفوا السنة من أجل عادة الآباء والأجداد
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن وسم الدابة في وجهها ، فعن جابر رضي الله عنه قال : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ وفي لفظ: مُرَّ عليه بحمار قد وسم وجهه، فقال: لعن الله من وسمه
قال في "المقنع": ويحرم وسم في الوجه، وأما إن كان الوسم في غير الوجه فهو جائز إذا كان لغرض صحيح قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: قال ابن عباس: يعني بذلك خصي الدواب، وكذا روي عن ابن عمر وأنس وسعيد بن المسيب وعكرمة وأبي عياض وقتادة وأبي صالح والثوري، وقد ورد في حديث النهي عن ذلك

قال النووي رحمه الله: يستحب أن يسم الغنم في آذانها، والإبل والبقر في أصول أفخاذها لأنه موضع صلب فيقل الألم فيه ويخف شعره فيظهر الوسم، وفائدة الوسم تمييز الحيوان بعضه عن بعض.

19
حكم وسم البهيمه في وجهها
انتهى وقد ورد في السنة ما يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وسم الدابة في أذنها فعن أنس رضي الله عن قال : دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِرْبَدًا وَهُوَ يَسِمُ غَنَمًا
حكم وسم البهيمة في وجهها حديث سادس ابتدائي
وفي لفظ: مُرَّ عليه بحمار قد وسم وجهه فقال: لعن الله من وسمه، وعن أبي داود: أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها
استنبط من المواقف الواردة فى الدرس ما ياتى حكم وسم البهيمة فى وجهها
قال النووي رحمه الله : " وأما الوسم في الوجه فمنهي عنه بالإجماع للحديث
المقدم: جزاكم الله خيرًا الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين
وقال في "كشاف القناع": ويجوز وسم البهيمة في غير الوجه لغرض صحيح

.

20
حكم وسم الدابة على وجهها
وأما عن إخصاء البهائم لأجل اللحم فقد اختلف الفقهاء في حكمه، فمنهم من أجازه مستدلا بقول عائشة رضي الله عنها: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين موجوءين
وسم الدابة في وجهها
ومنهم من منعه مطلقا مستدلا بما رواه البزار، قال الشوكاني في "نيل الأوطار": إسناده صحيح من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صبر الروح وعن إخصاء البهائم نهيا شديدا
وسم الدابة في وجهها
ما الشخصيات الواردة فى القصة: الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا مباركا فيه، كما يحب ويقبل ربنا، وكما يجب أن يكرم وجهه وجلاله، حمدا وشكرا يملأ السماوات والأرض وما بعدها، وبعد