فضائل التوحيد. فوائد التوحيد

الأمن في الدنيا والآخرة 2 وَالْمُشْرِكُ لَا يَعْرِفُ هَذِهِ الْعِزَّةَ وَلَا يَتَذَوَّقُهَا؛ لِأَنَّهُ بِإِشْرَاكِهِ بِرَبِّهِ تَعَالَى يُعَبِّدُ نَفْسَهُ لِغَيْرِ رَبِّهِ، وَهِيَ عُبُودِيَّةٌ ذَلِيلَةٌ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
فَيَرْجُو الْعَابِدُ ثَوَابَ رَبِّهِ وَرِضْوَانَهُ، وَيَهُونُ عَلَيْهِ حِينَئِذٍ -إِذَا حَقَّقَ التَّوْحِيدَ فَكَانَ مُوَحِّدًا للهِ حَقًّا وَصِدْقًا- يَهُونُ عَلَيْهِ تَرْكُ مَا تَهْوَاهُ النَّفْسُ مِنَ الْمَعَاصِي قَالَ: وَمَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّ مُوَحِّدٍ لَهُ مِثْلُ هَذِهِ الْبِطَاقَةِ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَدْخُلُ النَّارَ بِذُنُوبِهِ

فَالْأَمْنُ وَالِاهْتِدَاءُ عَلَى قَدْرِ تَحْقِيقِ هَذَا الْأَمْرِ الْكَبِيرِ.

29
2
وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية
فضائل توحيد الألوهية
فراجعيه فإنه فريد في بابه، والكتاب متوفر على الشبكة، والمكتبة الشاملة، وغيرها
اعدد ثلاثا من فضائل التوحيد مع الدليل
وَمَنْ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الظُّلْمِ الْأَكْبَرِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ أَمْنٌ وَلَا اهْتِدَاءٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ
أَلَاَ تَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ قَلْبُهُ خَالِصًا لِرَبِّهِ لَمْ يُبَالِ بِأَحَدٍ سِوَى مَوْلَاهُ، وَلَمْ يَخَفْ سِوَاهُ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ -رَحِمَهُ اللهُ-: إِنَّهُ يَخَافُ مِنْ بَعْضِ الْوُلَاةِ؛ فَقَالَ: لَا يَخَافُ الْعَبْدُ مِنْ غَيْرِ اللهِ إِلَّا لِمَرَضٍ فِي قَلْبِهِ، وَلَوْ صَحَّحْتَ لَمْ تَخَفْ أَحَدًا وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا, كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظْلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ
و أنه إذا كمل في القلب يمنع من دخول النار بالكلية قال العلامة السعدي رحمه الله: وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة، والله أعلم القول السديد ص: 26

وَفِي رِوَايَةٍ: أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ.

2
فَانْظُرْ إِلَى جَلَالِ التَّوْحِيدِ يَتَأَلَّقُ مُتَوَهِّجًا فِي قَلْبِ هَذَا الْعَبْدِ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، يَنْظُرُ إِلَى فِعْلِ اللهِ بِهِ؛ فَلَا يُعَقِّبُ عَلَيْهِ، وَيَنْظُرُ فِي الْحِكْمَةِ الْكَامِنَةِ وَالْبَادِيَةِ فِي أَمْرِهِ تَعَالَى؛ فَلَا يَعْتَرِضُ عَلَى أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ رَبِّهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَلَا عَلَى فِعْلٍ مِنْ أَفْعَالِ اللهِ قَدْ تَعَلَّقَ بِهِ
فضائل توحيد الألوهية
الأمر الثاني الذي اشتمل عليه الحديث النبوي: شهادة أن محمدا عبده ورسوله، الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصف في هذا الحديث بصفتين هما: الأولى: أنه عبد لله تبارك وتعالى ليس له من خصائص الإلهية شيء، وفي هذا رد على من غلا فيه وتوجه إليه بالدعاء والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله وحده
فضائل توحيد الألوهية
الثانية: أنه رسول من عند الله عز وجل، أرسله الله إلى جميع الخلق، فالواجب علينا طاعته، وفي هذا رد على من ترك طاعته واتبع هواه