الأمن في الدنيا والآخرة 2 | وَالْمُشْرِكُ لَا يَعْرِفُ هَذِهِ الْعِزَّةَ وَلَا يَتَذَوَّقُهَا؛ لِأَنَّهُ بِإِشْرَاكِهِ بِرَبِّهِ تَعَالَى يُعَبِّدُ نَفْسَهُ لِغَيْرِ رَبِّهِ، وَهِيَ عُبُودِيَّةٌ ذَلِيلَةٌ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- |
---|---|
فَيَرْجُو الْعَابِدُ ثَوَابَ رَبِّهِ وَرِضْوَانَهُ، وَيَهُونُ عَلَيْهِ حِينَئِذٍ -إِذَا حَقَّقَ التَّوْحِيدَ فَكَانَ مُوَحِّدًا للهِ حَقًّا وَصِدْقًا- يَهُونُ عَلَيْهِ تَرْكُ مَا تَهْوَاهُ النَّفْسُ مِنَ الْمَعَاصِي | قَالَ: وَمَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّ مُوَحِّدٍ لَهُ مِثْلُ هَذِهِ الْبِطَاقَةِ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَدْخُلُ النَّارَ بِذُنُوبِهِ |
فَالْأَمْنُ وَالِاهْتِدَاءُ عَلَى قَدْرِ تَحْقِيقِ هَذَا الْأَمْرِ الْكَبِيرِ.
29أَلَاَ تَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ قَلْبُهُ خَالِصًا لِرَبِّهِ لَمْ يُبَالِ بِأَحَدٍ سِوَى مَوْلَاهُ، وَلَمْ يَخَفْ سِوَاهُ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ -رَحِمَهُ اللهُ-: إِنَّهُ يَخَافُ مِنْ بَعْضِ الْوُلَاةِ؛ فَقَالَ: لَا يَخَافُ الْعَبْدُ مِنْ غَيْرِ اللهِ إِلَّا لِمَرَضٍ فِي قَلْبِهِ، وَلَوْ صَحَّحْتَ لَمْ تَخَفْ أَحَدًا | وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا, كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظْلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ |
---|---|
و أنه إذا كمل في القلب يمنع من دخول النار بالكلية | قال العلامة السعدي رحمه الله: وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة، والله أعلم القول السديد ص: 26 |
وَفِي رِوَايَةٍ: أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ.