ومن يعمر مساجد الله. التفريغ النصي

وكذلك أيضاً تُصان المساجد عن القاذورات وفضلات الطعام وعن رضي الله عنه مرفوعاً:
وكما تقدم لنا أن الله سبحانه وتعالى إذا أثنى على عبد في القرآن بخير فإنه يطلب منا أمران: محبته، والتأسي به في هذه الخصلة التي استحق بها الثناء بالخير من الله سبحانه وتعالى وفي الحديث قال رسول الله ص لأبي ذر رض : يا أبا ذر من جلس في مسجد منتظراً العبادة والصلاة، كان له بكل نفسٍ يتنفسه درجة في الجنة، وكانت الملائكة تُصلي عليه مادام في المسجد

أي هذا الميت ألقى كلمة قبل أن يموت بليغة فصيحة، وأوصى أهله أن يُسمعوا المشيعين هذه الكلمة، والحقيقة إن في معالجة جسد خاوٍ لعبرة، وكفى بالموت واعظاً يا عمر.

29
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ
إن للمسجد آداباً يشرع مراعاتها من ذلك: أنه يسن لمن أراد أن يدخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم» رواه أبو داود ، وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يقول: «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك» رواه ابن ماجة
[47] من قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} الآية 114
والجواب الثاني أن يقال: إن القاعدة في هذا هي أن أفعل التفضيل تمنع من الزيادة ولا تمنع من التساوي، فإذا قلت: زيد أكرم الناس، ثم بعد مدة قلت: عمرو أكرم الناس، فالمقصود أنه فاق غيره في هذا، أي أن أصل أفعل التفضيل في اثنين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر، زيد أكرم من عمرو، فإذا قلت: زيد أكرم الناس، فهذا لا ينفي أن يكون أحد من الناس يماثله في الكرم، ويساويه، لكن لا يزيد عليه، فإذا قلت: لا أحد أظلم ممن فعل هذا الفعل فإنه لا يفوقه أحد من الناس، ولكن لا يمنع ذلك من وجود من يساويه، فيكون بهذا الاعتبار، ومن أظلم، لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبًا، ولا أحد أظلم من كذّب بآيات الله -تبارك وتعالى- فكلهم متساوون إذ بلغوا الغاية العظمى في الظلم لكن لا يزيد أحدهم على الآخر
[84] قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..}
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال: ، يعني: إذا طلبت منهم شيئاً فمنعوك ذممتهم على ذلك، فكونك تقوم بذمهم الله عز وجل لم يقدر هذا، فهذا من ضعف اليقين وإن أراد الخروج خرج برجله اليسرى، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك اللهم اعصمني من الرجيم» رواه ابن ماجة
ولم يكتف عمر ببناء المسجد الأقصى فقط، بل أمر ببناء مسجد عند كل كنيسة وقد سُئِل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عمن يحجز موضعاً في المسجد بسجادة أو بساط أو غير ذلك هل هو حرام وإذا صلى إنسان على شيء من ذلك بغير إذن مالكه هل يُكره أم لا؟ فأجاب قائلاً: "ليس لأحد أن يحتجز من المسجد شيئاً لا بسجادة يفرشها قبل حضوره ولا ببساط ولا غير ذلك و ليس لغيره أن يصلي عليها بغير إذنه لكن يرفعها ويصلي مكان في أصح قولي العلماء"

شيء آخر: المراد بالمساجد في هذه الآية كما قال بعض المفسرين: المراد هو المسجد الحرام وحده لأنه المفرد العلم، الأكمل، الأفضل، قبلة المساجد كلها، وسبب النزول يؤيد هذا القول، وهو مروي عن عكرمة أن يعمروا مسجد الله، المقصود به بيت الله الحرام، وقال، آخرون المراد به جميع المساجد لأنه جمع مضاف فيعم ويدخل فيه المسجد الحرام دخولاً أولياً.

ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
ومن سوء الأخلاق والتصرفات السيئة ما يحدث من بعض الناس من كتابة عبارات في دورات المياه تدل على قُبح فاعلها مما يكون سبّاً لأشخاص أو دعوة لفساد فيجب على المسلم أن يربأ بنفسه عن هذه السخافات
[47] من قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} الآية 114
عُمَّـار المساجد عُمَّـار المساجد الحمد لله الذي جعل المساجد للمسلمين بمثابة المعاهد والأندية والمعسكرات والميادين, وجعل الجُمَع والجماعات من أعظم شعائر الدين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, خير من عمر بيوت الله فكان أفضل من أقام شعائر الدين, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين …أما بعد: فهذه نبذة عن عمارة المساجد بنوعيها وبيان لفضلها فنقول: العمارة لغة:ما يعمر به المكان، وعمارة المساجد بمعناها العام تشمل العمارة بنوعيها الحسية والمعنوية، فهي تشمل بناء وإنشاء المساجد، وترميمها وخدمتها وتنظيفها، والصلاة فيها ولزومها وعبادة الله فيها، وتعيين الأئمة والمؤذنين فيها، وفتح حلق الذكر فيها من تعليم القرآن والفقه والتفسير والحديث وغيرها من العلوم النافعة، وإجراء الأرزاق على العاملين فيها، وإنارتها وفرشها والوقف عليها مما فيه مصلحة لها، كوقف مساكن للإمام والمؤذن والمعلم وطلاب العلم فيها وعمل المياضئ وغير ذلك من مصالحها, قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية
آيات الأحكام
بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}