ومما يدعو المؤمن أيضا إلى معاداة الكفار، أنهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة، فإنهم قد كفروا بأصل دينكم، وزعموا أنكم ضلال على غير هدى | قد يُهِمُّكَ: تعريف بسورة الممتحنة سورة الممتحنة سورة مدنية، تقع في الجزء الثامن والعشرين من الكريم، وهي السورة رقم 60 في ترتيب المصحف، وعدد آياتها ثلاثَ عشرةَ آية، وقد نزلت سورة الممتحنة بعد سورة الأحزاب، ومن أسمائها؛ الامتحان والمودّة؛ وذلك بسبب وجود كلمة فامتحنوهن فيها، وسورة المودّة لقول الله سبحانه وتعالى: {تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} ، وسميّت بهذا الاسم لما فيها من وجوب امتحان المؤمنات عند الهجوم وعدم ردّهن إلى الكفار إذا ثبت إيمانهم، كما أنها كشفت عيوب المنافقين، إذ إنّ هذه السورة نزلت بعد صُلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة، وقد تناولت السورة عدة مواضيع في تبيان بعض الأحكام الشرعية؛ مثل أحكام المتعاهدين من المشركين، والذين لم يقاتلوا المسلمين، وامتحان المؤمنات المهاجرات للمدينة |
---|---|
ثم أخبر تعالى أن هذه العداوة التي أمر بها المؤمنين للمشركين، ووصفهم بالقيام بها أنهم ما داموا على شركهم وكفرهم، وأنهم إن انتقلوا إلى الإيمان، فإن الحكم يدور مع علته، فإن المودة الإيمانية ترجع، فلا تيأسوا أيها المؤمنون، من رجوعهم إلى الإيمان، فـ { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً } سببها رجوعهم إلى الإيمان، { وَاللَّهُ قَدِيرٌ } على كل شيء، ومن ذلك هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال، { وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا يكبر عليه عيب أن يستره، { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } وفي هذه الآية إشارة وبشارة إلى إسلام بعض المشركين، الذين كانوا إذ ذاك أعداء للمؤمنين، وقد وقع ذلك، ولله الحمد والمنة | فلا تتخذوا عدو الله { وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ } أي: تسارعون في مودتهم وفي السعي بأسبابها، فإن المودة إذا حصلت، تبعتها النصرة والموالاة، فخرج العبد من الإيمان، وصار من جملة أهل الكفران، وانفصل عن أهل الإيمان |
ورغم اضطراب الأحداث التي كانت قائمة ووجود التيارات المتدفقة في الحياه ، فقد تم إعداد وبناء النفس البشرية حتى تحقق ذلك المنهج الذي أرتضاه الله تعالى للعباد ، والعزلة تكون من خلال التصور للإيمان بالدين الجديد.
3وعدم أختلاطه بأي شئ غريب عنه عند التكوين النفسي لتلك الجماعة والتربية سعت دائما لتحقيق الصورة الإيمانية ، وهي منعزلة في الطبيعة والحقيقة عن أي صورة كانت تسود في العالم في ذلك الوقت ومنطقة الجزيرة العربية خاصة | |
---|---|
فقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-: صدقَ، فقالَ عمر بن الخطَّاب: دعنِي يا رسولَ اللَّهِ أضربْ عنقَ هذَا المنافقِ، فقال النبيُّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-: إنَّه قد شهِدَ بَدرًا، فما يدريكَ لعل اللَّه اطَّلع عَلى أَهلِ بَدرٍ، فقالَ: اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكُم | والأحداث كانت تقع وفق ما قدره الله تعالى وكانت تنزل الآيات القرآنية التي تهدي وتوجه على ما يناسب الحدث ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يبني النفوس وفق ما يحدث من الأمور أمامه |
إنسان كافر عمل كذا وإذ به يقول هذا أحبه يودُّه يريد أن يكون مثله، هذا -والعياذ بالله- يخرج من الدين دون أن يشعر يعني عندما ينادي -كما حدث عندنا والعياذ بالله في بلاد الشام- يعني عندما يفدي فلان الطاغية بشار والا كذا -الله وسوريا وبشار وبس- هذا كفر هذا شرك، ردة عن الدين -والعياذ بالله- يعني حتى بعض الأمور التي صارت على ألسنة الناس الذين يقولون نريد دولة مدنية، ماذا يعني دولة مدنية ؟ يعني نعطل شرع الله ونلتزم بالقوانين المدنية ونعادي الكتاب والسنة ولا نُحكّمها!! مضامين سورة الممتحنة تبدأ الآياتُ بالإشارة إلى فتح وإلى ما اقترفه حاطب بن أبي بلعتة عندما أرسلَ يخبرُ المشركينَ عن أسرار المسلمين عندما أرادوا الخروج لفتح مكة، لكنَّ الله كشفَ أمره فقبض عليه الرسول -صلَّى الله عليه وسلم-، قال تعالى: "يا أَيُّها الَّذينَ آمنُوا لا تتَّخِذُوا عدُوِّي وعَدوَّكُمْ أولِياءَ تلقُونَ إليْهمْ بِالموَدَّةِ وقَدْ كفرُوا بمَا جاءكُمْ منَ الحَقِّ يخرِجُونَ الرَّسولَ وإيَّاكُم أنْ تؤمِنُوا باللَّهِ ربِّكُم إن كنتُمْ خرجْتُمْ جهَادًا في سبيلِي وابتِغاءَ مرضَاتِي تسِرُّونَ إلَيهِمْ بالمَوَدَّةِ وأنَا أعلَمُ بما أخفَيْتُمْ وما أعلَنْتُمْ ومنْ يفعَلْهُ منكُمْ فقَدْ ضلَّ سوَاءَ السَّبيل" ، وتحدثت عن سيِّدنا إبراهيم وأتباعه عندما تبرؤوا من قومهم الكفار، ثمَّ تبيِّنُ السورة أنَّ معاداة المسلمين للكافرين ولأعداءِ الله خاصَّةٌ بحالة الاعتداء والقتال، قال تعالى: "لا ينهَاكُمُ اللَّه عنِ الَّذينَ لمْ يقاتِلُوكُم في الدِّين ولَم يخرِجوكُمْ منْ ديارِكُمْ أنْ تبرُّوهُم وتقسِطُوا إليهِمْ إنَّ اللَّه يحِبُّ المقسِطِينَ".
7