قامت -داخليًّا- الكثير من القلاقل في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان؛ حيث حاولَ الخوارج أن يثوروا من جديد على الخلافة، ولذلك قاتلهم معاوية، وبحلول عام 45هـ نجحَ في إخماد ثورتهم، وعادَ الاستقرار الداخليُّ إلى الدولة، وظلَّ الوضع كذلك حتى وفاة معاوية في شهر رجب، سنة 60هـ، شهر أبريل سنة 680 م | وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة؛ فأسسوا ، وظلُّوا يحكمونها زهاء ثلاثة قرون، غير أن مصيرها في النهاية كان السُّقوط سنة 422هـ، بعد أن تفككت الأندلس إلى إمارات صغيرة مستقلة |
---|---|
وبفتحهم دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين، وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل | قراءة في كتاب «العمارة الأموية: الإنجازات والتآويل» لـ«خالد السلطاني» ، في مقال لـ«آزاد أحمد علي» |
الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ،.
وبعد مقتل ابن الزبير عَيَّن عبدُ الملك مكان زهير، وأعطاه جيشًا ضخمًا من الشام ومصر، قوامه 40,000 مقاتل، وتمكّن من القضاء على الوجود البيزنطيّ في شمال أفريقيا، كما دمّر مدينة -أكبر مركز بيزنطي في المنطقة- بعد أن اقتتل فيها مع الروم والبربر، وأجبرهم على الهرب نحو ، لكنه مع ذلك هُزم على يد الكاهنة التي كانت تقود البربر خلفًا لكسيلة، وبعدها عادَ الروم البيزنطيون إلى قرطاجية، وعاثوا فيها فسادًا، ولكن عبد الملك لم يَستطع إمداده بجيش لمقاومتهم، ولكن في سنة 82هـ وصل المدد إليه، فتوجه لقتال البربر، وتمكن من قتلِ كاهنتهم، ثم فتح وقرطاجية وجلَّ المغرب، وبنى قربَ قرطاجية التي لاتزالُ قائمة إلى اليوم | وقد غزا المسلمون ما وراء النهر ثلاثَ مراتٍ سنة 121هـ، مرتين سنة 123هـ |
---|---|
كان ، على عكس أخيه الذي سبقه، خليفة قويًّا ذا خبرة وحنكة سياسية، فأدار الدولة لذلك بكفاءة عالية، وقد تمكن من الحفاظ على استقرارها طيلة عهده الطويل | حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى |
مؤرشف من في 24 مارس 2015.
16تم بناؤه بأمر من الخليفة | وقد كان من بين هؤلاء ، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها، وتأسيس ولاية أموية في سنة 138هـ، 755م |
---|---|
ومن أبرز التطوُّرات، على الصعيد القضائي والقانوني، التي شهدها العهد الأموي أن الخلفاء قد توقفوا عن التدخل بأنفسهم في شؤون القضاء؛ فلم يفعلوا كما كان النبي والخلفاء الراشدون من بعده يفعلون، فقد كان النبي محمدٌ مشرعا بوصفه نبيا، فكان لذلك يصدر الأحكام القضائية بنفسه، ويؤسس لها، بينما كان الخلفاء الراشدون من بعده كثيرا ما يُصدرون الأحكام القضائية بأنفسهم، أو يضعون أسسها، وعلى الرَّغم من توقف الخلفاء الأمويين عن التدخل بأنفسهم في شؤون القضاء، نجد أنهم قد استمرُّوا في توجيه قضاء الدولة في ثلاثة أمور، لأهميتها الكبيرة، وهذه الأمور الثلاثة هي: تعيين القضاة مُباشرة في عاصمة الدولة دمشق، وتعيين وعزل قضاة الدولة، والإشراف على أعمالهم والأحكام التي يُصدرونها، والتأكد من التزام القضاة بالأسلوب القضائي القويم | عُزلَ حسان عن المغرب في عهد عبد الملك، وعُيِِّن مكانَه سنة 86 هجريا، فسارَ على رأس جيش كبير، وأتمَّ فتح المغرب، ونجحَ في إدخال الكثير من قبائل البربر في الإسلام، وفي سنة 90هـ وصل إلى مدينة ففتحها، ووضعَ فيها حامية من 12,000 رجل بقيادة الليثي |
كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومُتابعة الفتوحات بعد توقف طويل.
26