علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني. معن بن أوس

قالَ: وسَمِعتُ أبَا القَاسمِ بنِ أبي مخلدٍ العُمانيَّ يأخذُ على رجلٍ أنشدَه بحَضرتِه بِالشِّينِ، فقالَ: مَعنَى اسْتَدَّ : صارَ سَديدًا، والرَّميُ لا يُوصَفُ بِالشِّدَّةِ، وإنَّما يُوصَفُ بِالسَّدادِ
قالَ: وسَمِعتُ أبَا القَاسمِ بنِ أبي مخلدٍ العُمانيَّ يأخذُ على رجلٍ أنشدَه بحَضرتِه بِالشِّينِ، فقالَ: مَعنَى اسْتَدَّ : صارَ سَديدًا، والرَّميُ لا يُوصَفُ بِالشِّدَّةِ، وإنَّما يُوصَفُ بِالسَّدادِ

.

29
علمته الرماية فلما إشتد ساعده رماني
ثمَّ قالَ : « واسْتَدَّ الشَّيءُ : اسْتقَامَ كَـ : أَسَدَّ وتَسدَّدَ ، وقالَ : وقد رواهُ بعضُهم بِالشِّينِ المعجمَةِ ، وأرادَ به القُـوَّةَ ، والذي رواهُ أبو يعقوب بنُ خُرَّزاد وغيرُه مِن جِلَّة العُلماءِ بِالسِّين غير معجمَةٍ ، قالَ : وسَمِعتُ أبَا القَاسمِ بنِ أبي مخلدٍ العُمانيَّ يأخذُ على رجلٍ أنشدَه بحَضرتِه بِالشِّينِ ، فقالَ : مَعنَى اسْتَدَّ : صارَ سَديدًا ، والرَّميُ لا يُوصَفُ بِالشِّدَّةِ ، وإنَّما يُوصَفُ بِالسَّدادِ » اهـ 2 قلتُ : الرِّوايةُ الصَّحيحةُ لِلبَيتِ كما تبيَّن بِالسِّينِ المهملَة ، والمعنَى عليها أَبلَغُ ، لكنْ يُمكنُ القولُ علَى ضَبطِ الكلمةِ بِالشِّينِ المعجمَةِ أنَّ المرادَ : اشْتَدَّ ساعدُه وقَوِيَ ، وهو إِشارةٌ إلى إتقانِه لِلرَّميِ بعدَ أن شبَّ وقَوِيَ ، واللهُ أعلَمُ
قصة مثل لما أشتد ساعده رماني
حسده أخوته، فقام نفر منهم إلى أبيهم، فقالوا: يا أبانا إنك قد جعلت أولادك يحرسون بالنوبة، وما أحد منهم إلا قائم بما عليه ما خلا سليمة، فإنه اضعف همة وأعجز منّة، وإنه إذا جنّه الليل في ليلته يعتزل عن الفرسان، ويتشاغل بالنوم والغفول عما يلزمه، إلا ان مالك لم يقتنع بذلك، ورد الأبناء المحاولة حتى ملأ الشك قلبه
قصة مثل لما أشتد ساعده رماني
المشهورُ في البيتِ فلمّـا اشْتَدَّ بِالشِّينِ المعجَمَةِ، مِن الاشْتِدادِ والشِّدَّة، بمَعنَى: القُوَّةِ، يُقَالُ اشْتَدَّ الشَّيءُ، أيْ قَوِيَ وصَلُبَ، وشَدَّ عَضُدَه: قَـوَّاهُ غير أن الرواية التي ترد في معظم كتب التراث- اسْتَـدَّ بِالسَّينِ المهمَلَة، مِن السَّدادِ بمعنَى: الاستِقَامة، والمرادُ: السَّدادُ في المرمَى، وقد نبَّه إلى هذا كثيرٌ مِن أهلِ اللُّغةِ في مصنَّفاتِهم ، كالخليلِ بنِ أحمدَ في العَين ، والجوهريُّ في الصَّحَاح ، وابنُ مَنظورٍ في اللِّسان وغيرُهم
عندما كبر وبلغ حسده إخوته على المكانة الكبيرة التي حظي بها عند أبيهم، فذهب واحدًا منهم إلى أبيهم، وقال له: يا أبانا! وهذا لا يتنافى مع قول الرسول صلّ الله عليه وسلم عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، ولكن إذا تعاملت معهم بالحسنى ، وتنكروا لك ، فانصرف عنهم ، فالله يحب المؤمن القوي ولا يحب المؤمن الضعيف ابتسامة اقتباس: وقد نبَّه إلى هذا كثيرٌ مِن أهلِ اللُّغةِ في مصنَّفاتِهم ، كالخليلِ بنِ أحمدَ في العَين ، والجوهريُّ في الصَّحَاح ، وابنُ مَنظورٍ في اللِّسان ، والحريريُّ في دُرَّة الغوَّاصِ والصِّقلِّـيُّ في تَثقيف اللِّسانِ ، وغيرُهم الرفع هنا على العطف على كثير ، أم على الحكاية! إضافة في هذا السياق:في الأمثال ورد: سمّن كلبك يأكلك، جزاء سِـنِـمَّـار، يلاقي الذي لاقاه مجير أم عامر…وفي الدارجة: خيرًا تعمل شرًا تلقى

.

معن بن أوس
قد يقال: لماذا نسب السداد للساعد دون غيره؟ وقد عرفنا معنى سداد الرمية وسداد رأي الرجل، فما معنى سداد الساعد؟ فيقال في هذا: إن الرامي إذا أراد أن يرمي أمسك قوسه بيد وأمسك السهم في الوتر بيده الأخرى، فاليد التي يمسك بها السهم ليس لها أثر في سداد الرمية، إنما يكون أثرها في قوة النزع وضعفه
أعلمه الرماية كل يوم فلما ( استد ) ساعده رماني ..
أمَّا السَّفَن بفتح الفاء ، فلم أجدهم ذكروه في المعنى المراد ، بل له معان أخرى ، فالسَّفَن : كما ذكر في تاج العروس : 1ـ حجر ينحت به ويلين ، أو : هو كل ما ينحت به الشيء
قصة مثل لما أشتد ساعده رماني
وهو صاحب لامية العجم التي أولها: لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول مات في المدينة