تغطي فضلات الملابس سنوياً ضعف مساحة | |
---|---|
وهُنا يُوضِّح الكاتب أنَّ جحد هذه الحقيقةِ الثابتةِ بالوحي بداعي عدم البرهنة عليها علميًّا لا يصحُّ إلا في نظر تلك الطائفة التي تعتبر الملاحظة والتجربة المعيارَ الوحيدَ لرؤية الأمور والحُكم عليها.
8وهذه مسألة عظيمة مهمة، وهي أن تعرف أنّ الكفار شاهدون بهذا كله ومقرّون به ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم، وكانوا أيضا يتصدّقون ويحجون ويعتمرون ويتعبّدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عزّ وجل، ولكن الأمر الثاني هو الذي كفّرهم وأحلّ دماءهم وأموالهم، وهو أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية، وهو أنه لا يُدعى ولا يُرجى إلاّ الله وحده لا شريك له ولا يُستغاث بغيره ولا يُذبح لغيره ولا يُنذر لغيره، لا لملَك مقرّب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك | وعليه: من اكتفى بإثبات استحقاق الله للعبادة، دون أن يعتقد اعتقاداً جازماً ببطلان تأليه ما سواه من المعبودات واعتبارها باطلة، فهو لم يُحقّق بعدُ كلمة التوحيد التي تحصل بها النجاة يوم القيامة |
---|---|
ولنختم الكلام بآية ذكرها الله في كتابه، تبيّن لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرًا من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا } |
انتهى ويقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله: فمن جعل الملائكة أو الأنبياء وسائط، يدعوهم ويتوكل عليهم، ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنوب، وهداية القلوب، وتفريج الكربات، وسد الفاقات، فهو كافر بإجماع المسلمين.
29