شرح الحديث : - مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ : أي: لا معبودَ بحقٍّ إلاّ اللهُ تعالى | شرح الحديث : هذا الحديث فيه أنّه يُؤْتَى بهذا الذّكر في اليوم مائتي مرّة، فيُقال: أ إمّا أنّ المراد باليوم في هذا الحديث ما يشمل الصّباح والمساء، فيقولها مائة مرّة صباحا، ومائةً مساءً، كما في رواية النّسائيّ المشار إليها فيما سبق بلفظ: |
---|---|
فإنَّ هذا العلم هو أعظم الذّكرى المنجية من أهوال السَّاعة، وإنما يكون علمًا إذا كان نافعًا، وإنما يكون نافعًا إذا كان مع الإذعان والعمل بما تقتضيه، وإلا فهو جهلٌ صرفٌ | «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد» ودعاء يوم عرفة مكتوب مستجاب بإذن الله: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيء قدير»، يستحب الإكثار من ترديده بعد التلبية بـ«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك، لا شريك لك»، حيث قالت دار الافتاء المصرية إنه من سنن التلبية استحباب الدعاء بعدها |
فالعرب يسترقون بالوجه الشرعي إذا كانوا كفارًا.
ولكن، هو أيضا من أذكار المساء ، لأمور ثلاثة: الأوّل : رواية: مِائَةً إِذَا أَصْبَحَ ، وَمِائَةً إِذَا أَمْسَى ، وقد ذكرناها قبل قليل | فقوله في الحديث: "وحده لا شريكَ له" تأكيد وبيان لمضمون معناها، وقد أوضح الله ذلك وبيَّنه في قصص الأنبياء والمرسلين في كتابه المبين، فما أجهل عُبَّاد القبور بحالهم! دعاء يوم عرفة مكتوب مستجاب بإذن الله و بإذن الله: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيء قدير»، ليس الوحيد الذي يمكن للمسلم الدعاء به في مثل هذا اليوم، ولكن هو الحديث الصحيح الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة، إلا أن العلماء أباحوا الدعاء بما يشاء الإنسان والإكثار من الدعاء في هذا اليوم الذي يباهي فيه الله سبحانه وتعالى أهل السماء بأهل عرفات |
---|---|
فالعبادة بجميع أنواعها إنما تصدر عن تألُّه القلب بالحبِّ والخضوع والتَّذلل رغبًا ورهبًا، وهذا كله لا يستحقّه إلا الله تعالى، كما تقدم في أدلة هذا الباب وما قبله، فمَن صرف من ذلك شيئًا لغير الله فقد جعله لله ندًّا، فلا ينفعه مع ذلك قولٌ ولا عملٌ | الشيخ: المعنى أنَّ روح عيسى روح من الأرواح التي خلقها، روح شريفة خلقها جلَّ وعلا، وبعث بها جبرائيل إلى مريم، فحملت بإذن الله بهذه الروح، فعيسى عبدالله ورسوله، وروحٌ من الأرواح التي خلقها وأوجدها |
وقال ابنُ رجب: "الإله" هو الذي يُطاع فلا يُعصى؛ هيبةً له وإجلالًا، ومحبَّةً وخوفًا ورجاءً، وتوكُّلًا عليه، وسؤالًا منه، ودُعاءً له، ولا يصلح هذا كله إلا لله عزَّ وجلَّ، فمَن أشرك مخلوقًا في شيءٍ من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: "لا إله إلا الله"، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك.