أما أشرف مجتمع, وأنقى مجتمع, وهو المجتمع النبوي, فلم ينقدح في ذهن أحد أغنيائهم أن يذكر اسمه في قائمة الأثرياء, ولا أن يتطلع إلى الشهرة, بل كان يتطلع إلى صلاح النية حتى في كسب المال, وإنفاقه, كما أن ثرواتهم لم تكن تتضاعف بأسلوب الانشطار أو الانقسام, وإنما تتصاعد شيئاً فشيئاً, بأسلوب التكاثر والتوالد الطبيعي؛ لأن مراقبة الله تعالى تدفعهم لجمع المال من مصادره النقية, ثم بذله في وجوه الخير بصمت, فهو يكسب المال الحلال ليستغني به عن الخلق, ويترك ورثته أغنياء, وليبذل ماله في وجوه الخير, ولهذا تعرف ذلك المجتمع الطاهر على ثروات أولئك الصحابة الأثرياء من خلال عملهم الحر في سوق البيع والشراء في المدينة النبوية, وبأياديهم البيضاء في مجال الصدقة والوصية والوقف ونحوها من وجوه الخير, وإن كان حرصهم على إخفاء الصدقة كحرصهم على طيب الكسب | |
---|---|
مدارج السالكين اللهم صل علي سيدنا محمد واله وسلم عبد النور كتب: الدرجة الثانية قال : الدرجة الثانية : محبة تبعث على إيثار الحق على غيره ، وتلهج اللسان بذكره |
والظن محله القلب، لهذا يجب على المؤمن أن يخلص قلبه من كل ظن بالله غير الحق، وأن يتعلم أسماء الله جل وعلا، وأن يتعلم الصفات، وأن يتعلم آثار ذلك في ملكوت الله، حتى لا يقوم بقلبه إلا وأن الله جل جلاله هو الحق، وأن فعله حق، حتى ولو كان في أعظم شأن، وأصيب بأعظم مصيبة، أوأهين بأعظم إهانة، فإنه يعلم أنَّ ما أصابه بتمام ملك الله جل وعلا، وأنه يتصرف في خلقه كيف يشاء، وأن العباد مهما بلغوا فإنهم يظلمون أنفسهم، والله جل وعلا يستحق الإجلال والتعظيم.
20ومن المعلوم أن الإيمان بقدر السابق ، وعلمه المحيط : هو من أركان الإيمان التي لا يصح لأحد إيمانه إلا بها | |
---|---|
وهو قريب من الذي قبله ، لكنه مخصوص بما من المحب |
وأما كلمة إِيل فهي عند الجمهور اسم من أسماء الله تعالى.
12