توحيد الأسماء والصفات. توحيد الأسماء والصفات

وَ سُبْحَانَ اسْمُ مَصْدَرٍ مِنَ التَّسْبِيحِ ، الَّذِي هُوَ التَّنْزِيهُ وَالْإِبْعَادُ عَنِ السُّوءِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ السَّبْحِ ، الَّذِي هُوَ السُّرْعَةُ وَالِانْطِلَاقُ وَالْإِبْعَادُ ، وَمِنْهُ فَرَسٌ سَبُوحٌ ؛ إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةَ الْعَدْوِ قول الله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } طه : 110
وقد تمّ تقسيم البحث إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا نَفْيُ الصِّفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَإِنْكَارُ قِيَامِهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى

تعريف توحيد الاسماء والصفات توحيد الأسماء والصفات.

13
من أصول الإيمان (4
وَمِثْلُ قِيَاسِ الشُّمُولِ الْمَعْرُوفِ عِنْدَ الْمَنَاطِقَةِ بِأَنَّهُ الِاسْتِدْلَالُ بِكُلِّيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ بِوَاسِطَةِ انْدِرَاجِ ذَلِكَ الْجُزْئِيِّ مَعَ غَيْرِهِ تَحْتَ هَذَا الْكُلِّيِّ
المطلب الثاني: شرح مفردات التعريف
وأما معنى تنزيهاً: ففي اللغة يقال: نزه نفسه عن القبيح تنزيهاً أي: نحَّاها
الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد
والمعنى الثالث: فهو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به
الفعلية: النزول — الاستواء — الخلق — الرزق
قوله: من أحصاهاما معناه؟ حَفِظ ألفَاظَها، وفَهِم معانيها، وعَمِلَ بمقتضياتها وأحكامِها، فتلك ثلاثةُ أشياءٍ، لا يأخذ شخصٌ هذه الورقَة المطبُوعة في آخر بعض المصاحف التي يوجد فيها التسعة والتسعين الاسم يحفظها ليدخل الجَنَّة، هذه مسألةٌ يوجد فيها مطلوبات عظيمة، "أحصاها" أي: حفظ ألفاظها، وعرف معانيها، وعمل بمقتضياتها وأحكامها، فالعلم بأسماء والله وصفاته واعتقاد ذلك من العبادة، وإدراك القلب لمعانيها وما تضمَّنته من الأحكام والمقتضيات، واستشعاره لذلك وتجاوبه مع هذا بالعمل: أمراً، ونهياً، ووقفاً هو عبادة، فأهل السُّنَّة يُؤمنون بما دلَّت عليه أسماءُ الله وصفاته من المعاني، وبما يترتَّب عليها من المقتضيات والأحكام، بخلاف أهل الباطل الذين أنكروا ذلك وعطلَّوه وَالنِّسْبَةُ بَيْنَهُمَا الْعُمُومُ وَالْخُصُوصُ الْمُطْلَقُ ، فَإِنَّ التَّعْطِيلَ أَعَمُّ مُطْلَقًا مِنَ التَّحْرِيفِ ؛ بِمَعْنَى أَنَّهُ كُلَّمَا وُجِدَ التَّحْرِيفُ وُجِدَ التَّعْطِيلُ دُونَ الْعَكْسِ ، وَبِذَلِكَ يُوجَدَانِ مَعًا فِيمَنْ أَثْبَتَ الْمَعْنَى الْبَاطِلَ وَنَفَى الْمَعْنَى الْحَقَّ ، وَيُوجَدُ التَّعْطِيلُ بِدُونِ التَّحْرِيفِ فِيمَنْ نَفَى الصِّفَاتِ الْوَارِدَةَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَزَعَمَ أَنَّ ظَاهِرَهَا غَيْرُ مُرَادِهَا ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعَيِّنْ لَهَا مَعْنًى آخَرَ ، وَهُوَ مَا يُسَمُّونَهُ بِالتَّفْوِيضِ

علماً ومعرفة: أيّ أنَّ من عَلِمَ أنَّ لله مُسمَّى بهذا الاسم، وعرف ما يتضمَّنه من الصِّفة ثم اعتقد ذلك فهذه عبادة، وحالاً: أي أنَّ لكُلِّ اسمٍ من أسماء الله مدلولاً خاصَّاً وتأثيراً معيَّناً في القلب والسُّلوك، فإذا أدركَ القلبُ معنى الاسم وما يتضمَّنه، واستشعر به، وتجاوب معه انعكست هذه المعرفة على السُّلوك والتَّفكير، وكذلك الشَّأن في كلِّ صفات الله تعالى، بخلاف المعطِّلة الذين عطَّلوا الأسماء والصِّفات.

20
من أصول الإيمان (4
والتحريف شرعاً: هو الميل بالنَّصوص عن ما هي عليه، أو الميل بالنصوص عن ما يُراد به، أو الميل بالنُّصوص عن معناها الحقيقي، إما بالطَّعن فيها أو بإخراجها عن حقائقها مع الإقرار بلفظها، فلو قلنا: تعريف التَّحريف في مجال الأسماء والصِّفات هو: العُدول بالكلام عن وجهه وصوابه إلى غيره، وهذا التَّحريف قد يكون العدول باللَّفظ عن جهته إلى غيرها، وقد يكون تحريف المعنى
المطلب الثاني: شرح مفردات التعريف
في وحي رب العرش زائدتان 2 - تحريف معنوي:
الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد
وكذلك الشأن في صفات الله عز وجل، فلابد من الإيمان بمعانيها وأحكامها، فهذه عقيدة أهل السنة، بخلاف عقيدة المعطلة الذين نفوا ما دلت عليه تلك الصفات من المعاني، وتلاعبوا بتلك المعاني فحرفوها وبدلوها