رواق الكيف. القهوة: سيرة غير ذاتيّة.. غير موضوعيّة

قد رَوَوا إفكًا وبُهتًا إن سألتَ النصَّ قالوا: نعم، كانوا يشربون القهوة تحت إضاءة القناديل المتوهجة، قبل أن يلمحهم ناظر الحسبة بمكة خاير بِكْ المعمار وهو في طريقه إلى بيته من الكعبة، فتقدّم إليهم، وما إن رأوه حتى أطفأوا القناديل، فثارث الشكوك في نفسه، ووضعوا أنفسهم محل الشبهة
تحدَّثَ عن القهوة الكثيرون، وكتب عنها القليلون، وعلى ذيوعها، وتفاقم أمرها، فإن الكتابات الموجودة في الشبكة لا تعدو أن تكون تسويدًا للورق بلا معنى مبتكرٍ، ولا وضعٍ مقتَدِرٍ

إذن، فإن غلبة الظنِّ، وتوافر الشواهد يجعلنا نرجّحُ أن رائد اكتشافها في اليمن هو الشيخُ عمر بن علي الشاذلي، صاحبُ المَخَا.

18
مراكز ونقاط البيع
القهوة: سيرة غير ذاتيّة.. غير موضوعيّة
أخيرًا انتصرت القهوة على كل خطابات التحريم والكراهية، فازتْ السّمراء العَبِقة بمقعدها الدائم في جدول أعمال سكّان الكوكب
الكيف png
سيكون فنجاننا هذه المرة -على غير عادة العرب- ممتلئًا حتّى أنفه
وقد ذُكرت القهوة الخمر في أشعار العرب كثيرًا، منه قول الأعشى: معتَّقةٌ قهوةٌ مُزَّةٌ أي أنها تُذهب شهوة الطعام
ولله در القاضي أبي بكر بن العربي حيث قال: ولا ينبغي لحصيفٍ يتصدى إلى تصنيف، أن يعدل عن غرضين: إما أن يخترع معنى، أو يبدعَ وضعًا ومبنًى لكن هذا لم يمنع خاير بك من منع بيع القهوة وتعاطيها في مكة المكرمة، وفي سنة 918 هـ أي بعد الحادثة بسنة قدم الأمير قُطْلباي خلفًا لخاير بك المعمار فأكثر من شربها، فشاع شُرب القهوة واشتهرت أكثر مما كانت عليه من قبل، واستمر الأمر كذلك، حتى عام 932 هـ، حين قَدِم لمكة الشيخ محمّد بن عراق، فهاله ما رأى من أمر ذِيوع القهوة واختلاط مجالسها بالمحرّمات، فأشار على الحكام بإبطالها مع التصريح بها في ذاتها فأبطلوها، حتى توفّي سنة 933 هـ، فعاد الأمر كما كان

عن خمرة الصالحين ومُدام الواصلين.

الكيف png
وثاني الثلاثة المعزو إليهم اكتشاف القهوة هو الفقيه الصوفي محمد بن سعيد الذَّبحاني المتوفى سنة 875 هـ، وللذبحاني ترجماتٌ موجزة في بعض الكتب، لا تذكر من أمر اكتشافه للقهوة شيئًا
القهوة: سيرة غير ذاتيّة.. غير موضوعيّة
مراكز ونقاط البيع
لا تحشر النفس بين القالِ والقيلِ إنّ الشياطينَ تجثو في التفاصيلِ إترك عزيمتها للسبق جاهزة فلست تنجو على لهوٍ وتعطيل ولّت عصور التقى فالعصر مهزلة ونحن مسرحه: جيل المهازيل مواقع اللغو في المحمول مشرعة حتى تضيعَ سدى في القال والقيل حتى تظلّ كمصلوبٍ لشاشته يصيد مثلك أسراب المهابيل حتى يُصيّر أجيالا بلا هدفٍ أسرى التمتع قطعان التنابيل حمى المسرة لاجهدٌ ولاأثرٌ إلا التفتلَ في واحات محمولِ كفاك في عصرنا الموبوء شيطنةً بجعبة الوقت آلافُ التضاليلِ أخو الشياطين دوبامين تعلقه تعلق النفس أوهامَ التآويلِ بمنطق العبد للجرعات متخذا معنى العبادة فرضا دون تأجيل فتستميت له ربَّ الهوى وبه تعبئ الوهمَ في شريان ضليلِ وإنْ تناقصَ ضاقت نفسُ صاحبه وأصبح الوقت شُحا جدّ مملولِ أو كالمعلق في حانات غانيةٍ بمربط الكيف حول العنق مفتول يُصارع العرْفَ كي تُقضى لبانته يرضى من الدهر عيشا جد مرذولِ إذْ يحرق النفس في أحضان نزوته مستمسكا بهوى حلوَ المداخيل لم يدرِ أنَّ الهوى أودى بعزّته عبدّ الرغائب لا عذرٌ لمهزولِ أخو الملاعين دوبامين أكرهه كرهَ الإناخة من حرٍّ ومسؤولِ مقتَ المحشش إذْ يرنو لجرعته كخاملٍ ثملٍ بالشرب مقتولِ كره السجائر إذْ أغوت زبائنها واستملكتهم كعبّادٍ معاليلِ لاتهدر العمر إنّ الله أوجده حتى تفوز به من دون تأجيل …