تبارك الذي. تفسير أول سورة الملك

لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا أي : ليختبركم فينظر أيكم له أيها الناس أطوع ، وإلى طلب رضاه أسرع { الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أى: له التصرف فيهما وحده، وجميع من فيهما مماليك وعبيد له مذعنون لعظمته خاضعون لربوبيته، فقراء إلى رحمته الذي{ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} وكيف يكون له ولد أو شريك وهو المالك وغيره مملوك، وهو القاهر وغيره مقهور وهو الغني بذاته من جميع الوجوه، والمخلوقون مفتقرون إليه فقرا ذاتيا من جميع الوجوه؟" وكيف يكون له شريك في الملك ونواصي العباد كلهم بيديه، فلا يتحركون أو يسكنون ولا يتصرفون إلا بإذنه فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فلم يقدره حق قدره من قال فيه ذلك ولهذا قال: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} شمل العالم العلوي والعالم السفلي من حيواناته ونباتاته وجماداته، { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} أي: أعطى كل مخلوق منها ما يليق به ويناسبه من الخلق وما تقتضيه حكمته من ذلك، بحيث صار كل مخلوق لا يتصور العقل الصحيح أن يكون بخلاف شكله وصورته المشاهدة، بل كل جزء وعضو من المخلوق الواحد لا يناسبه غير محله الذي هو فيه
وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ تبارَكَ اللهُ فَقَالَ : ارْتَفَعَ ، والمُتبارِكُ: الْمُرْتَفِعُ ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ : تبارَكَ تفاعَلَ مِنَ البَرَكة ، كَذَلِكَ يَقُولُ أَهْلُ اللُّغَةِ ، وَمَعْنَى البَرَكة الْكَثْرَةُ فِي كُلِّ خَيْرٍ " {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}

رواه الترمذي، وقال الشيخ الألباني: ضعيف، وإنما يصح منه قوله: هي المانعة.

21
سورة الملك مكتوبة كاملة بالتشكيل
وقنا عذابَ النار، كم في آية بالقرآن: ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ ربَّنا اغفرْ لنا ذنوبَنا وقِنا عذابَ النارِ ربَّنا ما خلقْتَ هذا باطلاً سبحانَكَ فقِنا عذابَ النارِ وقد شرع لنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الاستعاذة بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر في كلِّ صلاة بعد التشهُّد
(10) من قوله تعالى {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} الآية 61 إلى قوله تعالى {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا} الآية 67
أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ـ ووافقه الذهبي
Holy Quran
سبحان من خضعت لعظته الرقاب و دان الجميع لحكمه و حكمته و قدره و قدرته
ومن صفاتهم قيامُ الليلِ طويلاً، يبيتون لربِّهم سُجَّداً وقياماً أينَ هؤلاءِ ممَّن يبيتُ ليلَه على اللغوِ واللهوِ الباطلِ، لغو ولهو وغفلة، أو يبيتُ نائماً لا يذكرُ اللهَ ولا يقومُ لما فرضَ اللهُ عليه وما شرعَ له من فضائلِ الأعمالِ من صلاةٍ وتلاوة قرآنٍ وذكرٍ قال: فهي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي في التوراة: سورة الملك ـ من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب
فمن عظم هذه الرسالة و آمن بها و اتبع ما فيها من نور فهو السعيد , و من أعطاها ظهره أو عاداها فقد سلك دروب الهلاك وراجع لمعرفة فضل تلاوة سورة تبارك وملازمتها جواب السؤال رقم :

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ، قَالَ الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ : أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ، قَالُوا : يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا ، وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا ، لَمْ يُقْبَلْ ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا.

30
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده
يقدس الرب تعالى نفسه ، ويعظمها ، وينزهها عن العيوب والنقائص ، فيقول جل وعلا : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ أي : تعاظم وتعالى ، وتقدّس وتنزه ، وكثر خيره ، وعم إحسانه ، الذي بيده ملك العالم العلوي والسفلي ، فهو الذي خلقه ، ويتصرف فيه بما شاء ، من الأحكام القدرية، والأحكام الدينية ، التابعة لحكمته
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده
وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء ، وانقادت له المخلوقات
القرآن الكريم/سورة الملك
ثمَّ ذكرَ مِن جملةِ كثرةِ خيرِهِ منَّتَهُ على عبادِهِ الصالحين وتوفيقِهم للأعمالِ الصالحاتِ الَّتي أكسبَتْهُم المنازلَ العالياتِ في غُرفِ الجنَّاتِ فقالَ: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا} الآيات، إلى آخرِ السورةِ الكريمةِ