فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس ، وفرس ، وكان معهم سبعون بعيراً، ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد ، فإن كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله ، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: «نحن نمشي عنك»، فقال: « ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما» | |
---|---|
وقال النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم في أُسَارَى بَدْرٍ: « لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بن عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ» صحيح البخاري؛برقم:4024 | وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: « هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ» صحيح البخاري؛برقم:3995 |
وقد أعدّت قريش العُدّة لذلك؛ حيث حشدت جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة المسلمين، وعندما علم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بشأن هذا الحشد استشار أصحابه -رضي الله عنهم- حتى استقرّ الأمر على الخروج خارج المدينة لملاقاة جيش المشركين، وفي الطريق تخلّف ثلاثمئة مقاتل من المنافقين عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقيادة عبد الله بن أبي سلول، وقد ودارت بينهما ملحمة عظيمة، وكان النّصرُ في بدايةِ الأمر لصالح المسلمين.
22وقد واجه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه -رضي الله عنهم- صنوفاً من الأذى والشرّ من كفّار قريش في مكة المكرمة، وصبروا عليها واحتسبوها لله عزّ وجلّ، وبعد الهجرة النبويّة أذِن المولى -سبحانه وتعالى- للمسلمين بردّ الأذى ودفع الباطل، فشُرِع في سبيله تعالى، وكانت غزوة أُحُد من الغزوات التي حدثت بين المسلمين ومُشركي قريش، فمتى وقعت، وما أسبابها، وما هي أهمّ أحداثها ونتائجها؟ وقت وقوع غزوة أُحُد تُعدّ التي جرت أحداثها يوم السبت في السابع من شهر في السنة الثالثة للهجرة النبوية من المعارك المهمّة والمفصليّة في مسيرة ؛ حيث لقِيَ المسلمون فيها هزيمةً موجعةً بعد أن حُسِم أمر النّصر لصالحهم، وقد حدثت هذه الغزوة بعد التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً ساحقاً على مشركين قريش في السنة الثانية من الهجرة النبويّة، حيث بيّتَ كفار قريش نيّة الثّأر من الإسلام والمسلمين؛ بسبب فقدانهم الكثير من رجالاتهم وزعمائهم في غزوة بدر | غزوة بدر تسمى اليوم ويسمى يوم المعايير ، لأن الله تعالى ميزه بين الحق والكاذب والضعف والصبر ومعاهدة الإفلات من العقاب عبر اضطهاد المشركين وإطلاق الدعوة لـ الله ونشرها |
---|---|
وكان قوام جيش نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجِمال كثيرة لا يُعرف عددُها بالضبط، وكان قائده العام وهو المخزومي القرشي، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف ، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل | غزوة أحد كانت غزوة أحد رد فعل للكفار على هزيمتهم الساحقة في غزوة بدر حيث كانوا قد غضبوا كثيراً جراء الهزيمة المخزية، وفي هذا الحين جمعوا 3000 من الرجال، وكان ذلك في الخامس عشر من شوال هجرياً، ولا سيما حين حرف المسلمون بما يدبره الكفار، قرروا أن يعدوا العدة ويجهزون الرجال وخرجوا للالتقاء بهم قرابة جبل أحد، بدأت المعركة وبدت البوادر بانتصار المسلمين، وصعد رجال المسلمين الأبطال جبل احد، وبدأوا يهللون ويعلنوا النصر |
ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا: «إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا»، وكانت الحرب بين قريش وبني بكر بن عبد مناة لدماء بينهم، ويعتقد أن تمثل لهم على صورة الكناني، وكان سراقة أحد أشراف ، وقال لهم: «لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم بشيء تكرهونه»، فخرجوا سراعاً.